من المتعارف عليه أن إناث السلاحف البحرية تعود بعد مرور 30 عاماً لتضع بيوضها في نفس مكان ولادتها، وهو ما حدث بالفعل على الشواطئ الشرقية لدولة الإمارات العربية المتحدة. فقد رصد فريق من "هيئة البيئة والمحميات الطبيعية" في الشارقة ديسمبر الماضي، أول تعشيش لسلاحف "صقرية المنقار" و"الخضراء" على رمال شواطئ "محمية أشجار القرم" في خور كلباء، وذلك بعد انقطاع استمر زهاء ثلاثة عقود.
وحول هذه الظاهرة، يقول "جون بيريرا" -الباحث في "هيئة البيئة والمحميات الطبيعية" بالشارقة- إن عودة السلاحف إلى خور كلباء "يأتي في أعقاب نجاح جهود مكافحة الممارسات الخاطئة التي كانت تعاني منها المحمية، مثل حظر النشاطات البشرية بكافة أشكالها ومكافحة التلوث وتخفيض الضوضاء الناتجة عن السيارات والدراجات، وهي أمور تؤثر على الغلاف البيئي للسلاحف البحرية".
وتخضع السلاحف ومن بينها "صقرية المنقار" -المصنّفة في "خطر انقراض أقصى" من قبل "الاتحاد الدولي لصون الطبيعة"- إلى مراقبة دقيقة من قبل فرق الهيئة لضمان سلامة الأعشاش حتى يحين موعد تفقيس بيوضها الذي يستغرق عادة ما بين 50 إلى 70 يوماً. ويقول فادي يغمور -الباحث في الهيئة- إن العدد المؤكد للسلاحف الذي تم رصده بواسطة الدرونات (الطائرات المسيّرة من دون طيار) بلغ 78 سلحفاة معظمها غير بالغ. لكنه توقع أن يزداد هذا العدد ليتجاوز المئة سلحفاة مع اكتمال عمليات الرصد الدقيقة.
وتقوم "هيئة البيئة والمحميات الطبيعية" حالياً بمراقبة شواطئ خور كلباء بحثاً عن أي سلاحف نافقة بغية تشريحها ودراسة أسباب ذلك، لتجنب أي ممارسات قد تؤثر في ازدهار هذه المخلوقات، مثل التسربات النفطية المحدودة التي تلقيها السفن العابرة لمنطقة بحر عُمان. ويأمل بيريرا أن تؤدي شبكة التعاون الناشئة بين هيئة البيئة والسكان المقيمين في المنطقة إلى إرساء نظام فعال يحمي السلاحف ويخدم البيئة المحيطة بالإنسان.
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز