الدولة الأكثر كثافة من حيث السكان في إفريقيا.. عاجزة عن إطعام سكانها. فنيجيريا تستورد جُلّ غذائها، رغم امتلاكها ما يزيد على 35 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة. وفي الوقت نفسه، يُضاف أكثر من مليوني شاب سنويا إلى طوابير العاطلين عن العمل، والذين يبلغ معدلهم 25 بالمئة. وتستغل الجماعــات المتطرفـة، ومنـها جماعة "بوكو حــرام"، الوضـعَ لاستقطاب عناصر من هذه الشريحة الاجتماعية المحبَطة.
هل يمكن حل تلك المشكلات بتشجيع الشباب على الاشتغال بالزراعة؟ يقول "كولا ماشا"، رائد أعمال أميركي من أصل نيجيري: "الشبان العاطلون عن العمل هم حطب نار الجماعات المتمردة. لقد صار من السهل على كل شخص ساخط أن يؤسس جيشا صغيرا خاصا به؛ والسبب: نُدرة فرص تحقيق النجاح الاقتصادي".
يُدير "كولا ماشا" تعاونية زراعية تُدعى "بابان غونا" (أو المزرعة الكبرى) وتهدف إلى دعم صغار المزارعين الشبان، من خلال تنمية محاصيلهم وتأهيلها لدخول أسواق ذات أسعار مرتفعة. ويُعد الاستثمار الزراعي أكثر أوجه المساعدات الأجنبية نفعا في الحد من الصراعات المسلحة؛ في حين أن منها ما يؤجج أتون تلك الصراعات، على حد تعبير "إدوين برايس"، مدير "مركز الصراعات والتنمية" في تكساس بالولايات المتحدة.
يَجري تنفيذ برامج تنمية زراعية شبيهة بتعاونية "بابان غونا" عبر أنحاء القارة السمراء؛ ولكن "نيجيريا تعد رائدة في هذا التوجه التنموي"، كما تقول "إفيلين أوهانوسي"، رئيسة تعاونية زراعية يديرها "المعهد الدولي للزراعة الاستوائية" بنيجيريا. ويسعى "البنك الإفريقي للتنمية" -سيرا على نهج تعاونية "بابان غونا"- إلى استحداث 1.5 مليون فرصة عمل بالقطاع الزراعي للشبان في نحو 30 دولة، في أفق الأعوام الثلاثة المقبلة.
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز