تَعلمنا أن تقييم لوحة رسم يقتضي البحث عن عناصر اللون والتشكيل والضوء. لكن أنّى لفاقد البصر أن يحكم على القيمة الجمالية للوحة ما؟ الجواب: عن طريق اللمس. لكن هذا الأمر ممنوع في المعارض الفنية. ولرفع الحرج عن كفيفي البصير، قام "جون أولسن" -مصور فوتوغرافي سابق- وفريقه، بتحويل لوحات الرسوم إلى نماذج مركبة بالكامل بطريقة الأبعاد الثلاثية، كما هي حال هذه النسخة من لوحة "بورتريه الدكتور غاشي" للرسام العبقري "فنسينت فان غوخ".
وتُتيح هذه اللوحات اللمسية لكفيفي البصر اكتشاف سمات العمل الفني؛ لأننا لا نرى بأعيننا فحسب، بل بأدمغتنا أيضاً. فقد كشفت الأبحاث في مجال "اللدونة العصبية" (Neuroplasticity) -أو قابلية الدماغ للتأقلم- أن القِشْرَة الدماغية البَصَرِيَّة تُحفَّز باللمس. وتقول "إيلا ستريم أميت" -عالمة الأعصاب لدى جامعة "هارفارد" بالولايات المتحـدة- إن المكفـوفيـن يدركـون الأشكـال بـما يمتلكون من حواس، وهي عملية تحاكي إلى حد بعيد الطريقة التي يرى بها الأشخاص المبصرون.
يبلغ "لوك غانداريـاس" مـن العمر حالياً ثلاثة عشر عاماً، وقد فقد نعمة البصـر على نحـو فـجائي في سن السابعة. عندما تحسّس هذا الطفل بيده نسخـة بالأبعـاد الثلاثيـة مـن لوحـة "الموناليزا" للرسـام العبقـري "ليوناردو دافينشي"، قـال إنـه لاحظ ابتسامتها على الفور؛ قبل أن يضيف قائلا: "أستطيع أن أدرك إدراكاً تاماً ما ترونه عندما تنظرون إليها".
ويرى غاندارياس في الأمر نوعاً من الاستقلالية، إذ يقول: "إن إحساسي بالقدرة على رؤيتها وتكوين رأي بشأنها هو بمنزلة إزاحة حاجز آخر من الحواجز التي تعترضني بوصفي كفيف البصر".
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز