قَدَرُ ذكر الباندا العملاق أن يستمسك بشيمة الصبر الطويل.. حتى يستجيب الحبيب. فغريزة التزاوج عند الأنثى لا تشتعل إلا مرة واحدة في السنة وفي مدة تتراوح بين 24 و72 ساعة فقط. فلا عجب إذن أن حيوان الباندا (واسمه العلمي: Ailuropoda melanoleuca) مهدد بالانقراض، إلى درجة أن حالات توالده في الأماكن المغلقة (مثل حدائق الحيوان) تحظى بمتابعة دقيقة واهتمام بالغ، كما لو تعلق الأمر بازدياد مولود عند العائلة الملكية في بريطانيا.
فماذا عسى الباندا العاشق الولهان أن يفعل وليس له سوى فرصة عابرة لتحقيق المراد؟ الجواب: يستنفر قواه الفيزيولوجية ويبقى على أتم الاستعداد للعلاقة الجنسية؛ فقد تحل فترة خصوبة الأنثى في أي وقت بين شهري فبراير ومايو. ولذا تتسلّح الذكور لهذه الفترة من خلال تعبئة "خزاناتها" بمزيد من الهرمونات الجنسية، بدءًا من فصل الخريف، حتى إن حجم الخصيتين لديها قد يتضاعف بواقع مرتين أو حتى ثلاث مرات في تلك الأشهر الأربعة.
وعندما أجرى علماء في شينغدو بالصين دراسة على ذكور باندا مخدَّرة، وجدوا أن سائلها المنوي أشد غزارة وأكثر نشاطاً خلال موسم خصوبة الإناث مقارنة مع باقي فترات العام. ويمكن القول إجمالاً إن الباندا الطامح للأبوة يبذل قصارى جهده لإنجاب ذرية، ما يجعل من هذه الأشهر المعلومات فرصة سانحة لجمع السائل المنوي واستخدامه في برامج الإنسال بأماكن عيش الباندا المغلقة.
غير أن الذكر -المسكين- لا يمكنه أن يحافظ على استعداده الجنسي مدة أطول. فمع حلول شهر يونيو أو يوليو يتوقف "محركه" عن الإنتاج.. حتى يحين موسم التزاوج في العام التالي. -باتريسيا إدموندز
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز