أظهرت شجرة الفلفل البرازيلي، وهي نبات مجتاح ينمو في جنوب الولايات المتحدة، إمكانات هائلة في محاربة أشكال العدوى البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية. فقد درس فريق من العلماء روايات تاريخية تعود إلى عام 1648، عن استخدام هذه الشجرة في الطب التقليدي في أميركا الجنوبية، وركزوا تجاربهم على ثمارها التي كانت تُستخدم -حسب ما أفادت الروايات- في علاج الجروح. ثم حضّروا مستخلصاً قادراً على تجريد نوع سام من "بكتيريا المكورة العنقودية" من قدراتها التدميرية.
صُممت المضادات الحيوية الحديثة للقضاء على البكتيريا. لكن بعض الخلايا البكتيرية تظل على قيد الحياة وتورث مقاومتها لسلالاتها، حيث تزيد من مصاعب الأطباء في محاربة أشكال العدوى العنيدة التي تهدد حياة مرضاهم. وينشر مستخلص شجرة الفلفل البرازيلي تكتيكاً غير مألوف في مواجهة أشكال العدوى، إذ يحول دون اتصال خلايا البكتيريا ببعضها، ما يمنعها من التكتل الجماعي لصنع التوكسينات (السموم) المدمِّرة للأنسجة. ويتيح منع الاتصال بدوره الفرصة لجهاز المناعة في الجسم لينظم دفاعاته في مواجهة البكتيريا. وتقول "كاساندرا كويف"، المتخصصة في علم النبات الإثني في جامعة إيموري: "هذا نمط تعرُّجيٌ غير مسبوق في مطاردة الكائنات الشريرة، وهي طريقة تفكير جد مبتكرة حول سبل مواجهة أشكال العدوى".
ويتمثل هدف كويف في نقل هذه الاكتشافات إلى نطاق الممارسات الطبية المعتادة، إذ تخطط حالياً لدمج هذا المستخلص في مرهم موضعي يمكن استخدامه -بعد أن يخضع للاختبارات السريرية- في التصدي للجروح المزمنة، وأنواع طفح الإكزيما التي تتسبب فيها "بكتيريا المكورة العنقودية"، وأمراض جلدية أخرى. وتستقصي كويف وفريقها أجزاء أخرى من شجرة الفلفل سبق للمعالجين الشعبيين أن استخدموها في علاج عدد كبير من العلل، بما في ذلك آلام الروماتيزم والحمى والحروق والتهابات الأظافر والإسهال.
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز