يُوجز عالم الطيور المتخصص بالطب الجنائي، "بيبر تريل" (أعلى، في مختبره بولاية أوريغون) وظيفته قائلا: "إني أحدد هوية ضحايا جرائم الحياة البرية.. إذا كانت الضحية طائراً". وللعلم، فإن هذه الوظيفة نادرة للغاية، إذ يُعدّ تريل ثانيَ اثنين فقط يشغلانها في الولايات المتحدة.
ينطوي العمل في هذا المجال على جانب مروع ورهيب. ويبدأ تريل بتمحيص الأدلة -أكياس من العظام والريش بل حتى جثث بأكملها- التي يُرسلها إليه موظفو إنفاذ القانون في الحياة البرية من "مسرح الجريمة". ثم يقوم بتحليلها. أحياناً يتعرف إلى نوع الطير من فوره؛ فإن استعصى عليه الأمر، يُجري فحصاً مطولاً يصوغ على أساسه نظرية انطلاقا من تفاصيل مثل الحجم وشكل الريش. وعندما يتوصل تريل إلى تحديد النوع، يكون قد أنجز عمله. وبعدها يواصل زملاؤه -وهم علماء مثله يعملون لدى "الهيئة الأميركية للأسماك والحياة البرية"- دراسة الضحية إذا لزم الأمر ذلك، لاستخلاص الحمض النووي أو لتحديد سبب النفوق.
وغالباً ما تكون الطيور قد تعرضت لإطلاق نار أو صِيدت بالفخاخ. ويلقى بعضها حتفه أثناء تهريبه عبر الحدود ضمن تجارة طيور الأقفاص، في حين تُقتل طيور أخرى لتُحوَّلَ إلى قطع زينة أو تمائم. ويتتبع تريل منذ فترة طويلة طيور الطنان المحنطة التي تُسوَّق في المكسيك بوصفها تمائم تجلب المحبة.
ويتعين عــلى هـذا الخـبـيـر الالتـزام بجـانب الموضوعية في ما يقرب من 100 قضية من قضايا جرائم الطيور التي يتولى معالجتها كل عام، على أن العاطفة تغلب عليه في بعض الأحيان. فعندما يعرف المرء أن حيواناً معيناً "نفق بطريقة مريعة" يصعب عليه تقبل ذلك الأمر، على حد قول تريل؛ قبل أن يستدرك قائلا: "لكنني أشعر بالرضا عندما أتمكن من إثارة الانتباه إلى قضية معينة، مثل قضية الطيور الطنانة".
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز