هل تتخيّل وجود عشيرة قِوامها خمسون زوجاً أو يزيدون، لكن الجنسَ "محرّمٌ" عليهم جميعاً.. باستثناء زوج واحد! لا مجال للتخيّل هنا، فتِلك حالُ مجموعات حيوان السُّرقاط (Meerkat) التي تعيش في نظام تناسل تعاوني يحتكر فيه ذكرٌ زعيم وأنثى زعيمة عملية التزاوج والحمل.
لکن ما الذي يساعد تلك الأنثى بالذات على الاحتفاظ بحُظوتها تلك التي تُحسد عليها؟ إنها زيادة الوزن.. من بين عوامل أخرى.
وقد قام "تيم كلاتن بروك" -الأستاذ لدى جامعة كامبريدج- بدراسة نحو 100 سرقاط منذ تأسيس "مشروع كالاهاري للسُّرقاط" في جنوب إفريقيا عام 1993. وأظهرت دراسته أن العمر والوزن والعدوانية هي التي تجعل من ذكرٍ ما وأنثى ما الزوجَ السائد على بقية الذكور أو الإناث والمحتكر لعملية التناسل في مجموعته. بالمقابل، فإن بقية أفراد المجمّع تؤدّي أدوار الحراسة والحفر ورعاية الجراء.
وكثيراً ما تترك الذكور ذات المكانة الدنيا مجموعتَها مع بلوغها سن التزاوج؛ فيما الإناث يمكن أن تمكث، إذ إن أكبرَها سناً وأثقلَها وزناً تحلُّ -في بعض الأحيان- محلَّ الأنثى السائدةَ عند نفوق هذه الأخيرة. هنا تساءل الباحثون: إنْ سمِنت الإناثُ الأخفّ وزناً، فهل يدفع ذلك الإناثَ الأثقل إلى زيادة وزنها لتبقى متقدمة عليها؟
ولاختبار تلك الفكرة، أمضى الباحثون أسابيع في إطعام مجموعةٍ من الإناث بيضةً مسلوقة لكلٍّ منها في اليوم، ولكن من دون إطعام مجموعة أخرى مولودة من البطن نفسه. وقد درّبوا كلتا المجموعتين على صعود ميزان، وسجّلوا أوزانها؛ فوجدوا أن تلك التي لم تُطعَم البيض قد اكتسبت وزناً هي الأخرى، إذ زادت من نشاطها في الأكل. وترى الباحثة "إليز هوتشارد" في ذلك إشارةً إلى أن حيوانات السُّرقاط "تستطيع تتبّع تغيّرات النمو والحجم لدى منافساتها المحتملات من بني جنسها، فتعدّل نمّوها بناءً على تلك التغيّرات".
ويُعد صدّ التحدّيات من خلال اكتساب الوزن منهجاً مسالماً نسبياً. ولكن في حال حاولت الإناث المرؤوسات أن تتناسل، فإن الأنثى السائدة قد تضايقها إلى أن تُجهض، أو حتى تقتل جراءها تلك إن وُلدت. يقول كلاتن بروك: "إنّ بلوغ إحداهن مقام التناسل يُعد بحد ذاته إنجازاً كبيراً.. ويستحق أن تُقاتل من أجله".
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز