دليل المتشائمين
أضحى الأمر مألوفًا فـي كـل عــام، وبعد كل تساقطات مطرية تقريبًا. إذ تغمرالفيضاناتُ مدينةَ البندقية وفي الوقت نفسه تغرقها في مياهها؛ ما يؤدي إلى النتيجة نفسها: مياه أكثر تملأ شوارع هذه المدينة التي يبلغ عمرها 1200 عام بوتيرة أكبر ولفترات أطول. يقول عمدة البندقية، "لويجي بروغنارو"، إنها "ستشرق من جديد"؛ لكن هل يمكن لهذه الجزيرة أن تنجو في عالم يزداد حرًّا؟
ولقد زاد مستوى سطح البحر في بحيرة البندقية بعشرة سنتيمترات عّما كان عليه قبل 50عامًا. وتتوقع "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" أن ما يُسمى بالفيضانات التي تحدث كل مئة عام يمكن أن تتكرر كل ستة أعوام في أفق عام 2050؛ وكل خمسة أشهر في أفق عام 2100. فقد غمر أحد هذه الفيضانات 70 بالمئة من البندقية في نوفمبر 2019. ولعل إنقاذ كنوز البندقية وتحفها هو أولى الأولويات. فبعد انحسار فيضانات نوفمبـــر 2019، زار خبـــراءُ الفـــن وطـــلاب الجامعات المتاحفَ والكنائس المتضررة، لنقل الأشياء الثمينة إلى الطوابق العليا. وفي بعض الحالات، سعوا إلى إيجاد مقرات جديدة لها خارج المدينة.
ولا يعدو ذلك أن يكون بديلا مؤقتًا إلى حين وصول الإغاثة التي طال انتظارها من مشروع المنظومـة الدفاعيـة، "الوحدة التجريبية الكهروميـكانيكـية"، والذي سيستخدم حواجز بحرية عملاقة بغرض صد مد المياه عن البحيرة. وقد كان من المقرر الانتهاء من هذا المشروع عام 2011، إلا أنه تأخر بسبب التكاليف التي فاقت التوقعات وبسبب النزاعات. ويتوقع المسؤولون حاليًا أن يبدأ المشروع في حماية البندقية في أفق عام 2022.