في حُب الاستكشاف

كلمة رئيس التحرير

حسين الموسوي

حسين الموسوي

في حُب الاستكشاف

مع مرور الزمن، طورتُ عادةَ التحقق من موقعي الجغرافي حيثما كنت؛ إذ يمثل مدى معرفتي بموقع الشمال دلالةً على وعيي المكاني.

01 July 2023 - تابع لعدد يوليو 2023

في عام 2008، كنت أخوض في بحث بشأن التحريف المعرفي (Cognitive distortion) فيما يخص إدراكنا للاتجاهات السماوية الأربعة. على سبيل المثال، عندما يقول المرءُ إنه اتجه غربًا من دبي إلى أبوظبي، فإنه في الواقع قد اتجه نحو الجنوب الغربي.

ليس لذلك تأثير عملي في حياتنا، فالإنسان بطبيعته ميّال للاختصار في الوصف؛ لكنّ تراكم تلك التوصيفات غير الدقيقة يشوّش فهمنا العلاقةَ بين المواقع الجغرافية، فينجم عنه في نهاية المطاف تحريف لواقعنا المكاني. في زمن نستخدم فيه هواتفنا الذكية للتنقل من مكان إلى آخر، اضمحلت معرفتنا الطبيعية بالاتجاهات من حولنا. ولعلي أنتمي لآخر جيل استخدم "دليل الخرائط"؛ إذ كنت أتنافس مع أصدقائي في بلوغ مَرْتَبة أسميناها "حرّيف الخرائط"، وكانت تُطلَق على ذلك الشخص الذي تُعوِّل عليه حين تقود سيارتك نحو مكان بعيد، في غياب جهاز تحديد المواقع (GPS) باهض الثمن آنذاك.

مع مرور الزمن، طورتُ عادةَ التحقق من موقعي الجغرافي حيثما كنت؛ إذ يمثل مدى معرفتي بموقع الشمال دلالةً على وعيي المكاني. أحيانًا، أمتحن بعض أصدقائي بشأن العلاقة الجغرافية بين مكان وآخر، فأتفاجأ بافتقارهم لأي نوع من البوصلة في أذهانهم! لكن دعوني أناقض بعضًا مما طرحتُ آنفًا، فأقول إن معرفة الواقع بدقة هي ما يَحُول دون استكشافه أحيانًا. يُعرَف عنّي عِشقي الكبير للمدن ومقوّماتها الحضرية؛ وذلك أساس عملي الفوتوغرافي التوثيقي. وعادةً ما أَدرس جغرافيا المدن التي أزور، بل وأستمتع باستيعاب معالم أحيائها ودروبها؛ ما يدفعني لدراسة الخرائط بتمعن. في الواقع، لا أتلذذ بتجربة أي مدينة إلا حين أضع هاتفي جانبًا، فأتجول مشيًا على القدمين فترة زمنية ممتدة على غير هدى.. لاستكشاف المجهول. وتبلغ إثارتي ذروتها حين أصل إلى مرحلة لا أستطيع فيها تخمين موقع الشمال إطلاقًا.. حينئذ أتنفس روح المغامرة مستشعرًا سيلًا من الدوبامين يسري في كياني.

يبدأ الاستكشاف الحقيقي عندما نفقد "خارطة الطريق"، وهي حالة ذهنية لا تقتصر على التجوال الجغرافي، بل تتعداها بكثير لتجعل الفرد في حالة دائمة من الفضول تجاه المجهول. استمرار هذه الحالة -بحسب خبرتي المهنية- هو مصدر مستدام لإفراز كمّ وفير من هرمونات السعادة!
يرصد هذا العدد الخاص روح الاستكشاف لدى ناشيونال جيوغرافيك، وفيه نتعرف إلى أشخاص بسطوا لنا، وما زالوا، تخوم المعرفة.. برًّا وبحرًا وجوًّا.. أرجو لكم قراءة استكشافية ممتعة.

كلمة رئيس التحرير للأعداد السابقة

حسين الموسوي

حسين الموسوي

حين أكون وسط الصحراء، لا يسعني إلا الإقرار أن ما أراه هو أجمل منظر طبيعي يمكن أن تراه عين إنسان. ولعل ذلك يعود إلى بساطة ملامحها وخلوها من العناصر البصرية المُركَّبة.

حسين الموسوي

كلمة رئيس التحرير عدد نوفمبر 2024

حسين الموسوي

كيف تأثر عملكم بتقنية الذكاء الصناعي؟ لربما صار هذا السؤال من بديهيات أي لقاء مهني بين شخصين لامعين في مجاليهما. وهو لا يعني بالضرورة إلمام الطرفين بدقائق هذه التقنية؛ بل يُطرَح أحيانًا من باب الحديث عن كل ما هو مستجد.

حسين الموسوي

كلمة رئيس التحرير عدد أكتوبر 2024

حسين الموسوي

في "العالم القديم" الذي يُعد عالمنا العربي جزءًا منه، لطالما عانينا شوكةَ الاستعمار، بجميع أشكاله ومن مستعمرين مختلفين. لنا -ولجميع من تم استعمارهم- الحق في التعبير عن تبعات ذلك الماضي.

حسين الموسوي

كلمة رئيس التحرير عدد سبتمبر 2024

حسين الموسوي

إننا نبني بيوتنا لنسكن فيها ثم تزول يومًا، أما المعابد فإنها تبنى لتدوم؛ ذلك أن العقائد تحوي في جوهرها ما هو أعظم من الإنسان، وما هو باقٍ بعد زواله.. هكذا يقول المعماري المصري "عبد الواحد الوكيل"، والذي يعد مرجعًا حيًا في مجال العمارة الإسلامية.

وحيشٌ في قفص الاتهام

كلمة رئيس التحرير عدد أغسطس 2024

وحيشٌ في قفص الاتهام

عندما أنظرُ إلى النصف الأول من عمري، أستحضر أشياء كثيرة كنت أتشاءم منها. من ضمنها الرقم 13، الذي يقترن بالفأل السيء لدى عدد من الثقافات، خاصة في اليابان، حيث يتفاداه الناس ما أمكن، إلى درجة أنك لا تجد "الطابق 13" في بعض المباني!

جاري تحميل البيانات