ذهول.. ودهشة!
بكل هذا القدر من "التطرف" في النبوغ والعطاء نعيش قصص ناشيونال جيوغرافيك التي تنهل من هذا المزيج الذي ما انفك يبهرني في كل شهر
أحتفي اليوم معكم بالذكرى الـ 11 لصدور أول عدد من النسخة العربية لمجلة ناشيونال جيوغرافيك، وأنا لا أزال أعيش تحت وقع الدهشة تمامًا مثلما خبرت ذلك أول مرة أتعامل فيها مع قصص المجلة وعوالمها. أما مصدر الدهشة فأمران يتكرران باستمرار: أولهما عقل الإنسان المذهل الذي لا يترك شيئًا إلا وقد جرّبه بغية الوصول إلى هدفه؛ مثلما ورد في تحقيق بهذا العدد عن ابتكار وقود طائرات "أخضر" مستدام من خلال مزج مكونات لا تخطر على البال (من بينها جراثيم استُخرجت من أحشاء أرنب).
أما الأمر الثاني فيتعلق بشغف بعض الناس بكوكب الأرض أيّما شغف، إلى درجة أنهم يُعْرضون عن كل المغريات فيكرّسون أنفسهم بل ويهبون حياتهم لصونه والحفاظ عليه. ولعل أبرز مثال على ذلك في عددكم هذا، حامية الرئيسات "فيليس دِل بورغو" التي هجرت وطنها سعيًا وراء حماية القرَدة في إحدى أعنف بؤر التوتر بإفريقيا؛ وكذا المصورة الفوتوغرافية "إستير هورفاث" التي جازفت بنفسها وجابهت مخاطر شتى في سبيل التوثيق لبعثة استكشافية في القطب الشمالي تسعى إلى حماية هذا الجزء الهش من المعمورة!
بكل هذا القدر من "التطرف" في النبوغ والعطاء نعيش قصص ناشيونال جيوغرافيك التي تنهل من هذا المزيج الذي ما انفك يبهرني في كل شهر.
لا تخرج صورة غلافنا لهذا العدد عن إطار النبوغ والانبهار؛ إذ تحكي للعالم قصة ما حققه أبناء الإمارات العربية المتحدة من إنجازات حجزت لهذا البلد مكانة مرموقة بين بلدان العالم، على أنه لم يُكمل بعدُ عقده الخامس. إنها قصة ألم وأمل بدأت من الصفر لتصل إلى لما وصلت إليه؛ تُسطَّر تفاصيلُها اليوم بِحِبر من ذهب من خلال "إكسبو 2020 دبي" الذي يجمع العالم على أرض الإمارات.
نحكي اليوم قصة "إكسبو 2020 دبي" على ألسنة أناس لم يدهشوا يومًا ولم يذهلوا.. لأنهم رأوا المستقبل منذ القِدم على شاطئ هذا البلد وفي عيون قادته.