يقول العلماء إن أجسامنا تأقلمت قبل آلاف السنين لتبتكر الحمض النووي لتخزين كميات هائلة من المعلومات. واليوم يَرون أن تقنية مشابهة يمكن أن توفر حلًّا لمعضلة تخزين بياناتنا المتنامية على نحو سريع.
ينتج العالم كمية هائلة من البيانات تُقدر بنحو 400 مليار غيغابايت كل يوم، وهو رقم يتزايد بسرعة. ويَخزَّن جل هذه البيانات في "السحاب"، وهي كلمة جميلة تصف شبكة من ملايين خوادم الحواسيب في مستودعات مكيَّفة تنقل بياناتنا وتحفظها على أشرطة مغناطيسية. لكن هذا السحاب يتطلب مساحات شاسعة وطاقة هائلة ويؤثر تأثيرًا كبيرًا في البيئة، فضلًا عن أن الأشرطة المغناطيسية تتلف مع مرور الزمن وتحتاج إلى إعادة نسخها وتحديثها بصورة متكررة. وهنا يأتي دور الحمض النووي، ذلك الجزيء الصغير الذي يخزن معلوماتنا الوراثية. فقد ابتكر العلماء طريقة لمحاكاة الحمض النووي على نحو اصطناعي من أجل تلبية حاجاتنا المتزايدة إلى تخزين البيانات. وينطوي ذلك على ترجمة الرمز الثنائي (المكون من الآحاد والأصفار 1 و0) إلى القواعد الكيميائية التي تشكل شفرتنا الوراثية. وإذْ إن مستقبل الابتكار سيتطلب كميات هائلة من البيانات، فسنحتاج إلى طُرق أكثر استدامة لتخزينها. ولا يَشغل هذا الحل المبتكر أي مساحة تقريبًا ويمكن أن يدوم آلاف السنين؛ مما يجعل الحفاظ على المعرفة البشرية أكثر أمانًا من أي وقت مضى. فهل سيحل الحمض النووي محل التخزين السحابي بصورة كلية؟ ليس بعد. ففي الوقت الحالي، يجري العمل على تطوير هذه التقنية لتخزين الأشياء التي لا نصل إليها بشكل متكرر (كالسجلات الطبية أو أرشيفات المكتبات) على المدى الطويل. لكن التكاليف وأوقات المعالجة آخذة في الانخفاض، ويعمل الخبراء على توسيع نطاق هذه التقنية. ومن المتوقع أن تتسارع هذه الثورة خلال العقد المقبل، لتقلب مفهوم تخزين البيانات كما نعرفه.. رأسًا على عقب.
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز
هل يمكن استرجاع المعلومات التاريخية الحبيسة في الصفائح الجليدية القطبية قبل أن تذوب بالكامل؟