رعـاية الطيور في أقاصي كـوكب الأرض

محطة عسكرية مهجورة في ألاسكا تتحول إلى مركز رائد لأبحاث الطيور البحرية، وساحة اختبار للعلماء الشباب الذين يمضون فصول الصيف هناك.

رعـاية الطيور في أقاصي كـوكب الأرض

محطة عسكرية مهجورة في ألاسكا تتحول إلى مركز رائد لأبحاث الطيور البحرية، وساحة اختبار للعلماء الشباب الذين يمضون فصول الصيف هناك.

قلم: توم كلاينس

عدسة: مورغان هايم

1 أغسطس 2025 - تابع لعدد أغسطس 2025

لم تكن جزيرة ميدلتون، على مرّ عقود من الزمان، سوى موقع طواه النسيان: شريط مسطح من الأرض تعصف به الرياح العاتية ومياه "خليج ألاسكا". ففي أواخر خمسينيات القرن الماضي، بنى سلاح الجو الأميركي محطة رادار على هذه الجزيرة النائية لاستطلاع السماء بحثًا عن قاذفات سوفياتية خلال الحرب الباردة. لكن المنشأة أُغلقت بعد سبعة أعوام فقط، وتُركت مبانيها الصغيرة وأبراجها الفولاذية عُرضة للصدأ. واليوم، أصبحت المزايا نفسها التي جعلت من ميدلتون فيما مضى موقعًا مثاليًا للمراقبة العسكرية -العزلة، والنظرة الشاملة مِن عَلِ، وغياب التشويش البشري- مثالية أيضًا لنوع جديد من المواقع الاستيطانية على هذه الجزيرة. فوسط تلك المنشآت المهجورة المتهالكة للقوات الجوية، تصل طواقم صغيرة من العلماء كل صيف بطائرات مؤجَّرَة لتحويل هذا المجمع العسكري القديم إلى محطة أبحاث متقدمة لعلوم الطيور البحرية. فحيثُ كانت عيون الرادار تراقب السماء، أصبحت الكاميرات الآن تراقب الأعشاش. وحيث كان أفراد القوات الجوية يقفون للحراسة، يُحدّق الباحثون اليوم خلال موانئ الرصد والمراقبة إذْ يَدرسون التفاعل الدقيق بين الحياة البحرية والمناخ، مستخدمينَ الطيور نافذةً على صحة المحيطات. يقول عالم الأحياء البرية "سكوت هاتش"، مؤسس ومدير "معهد أبحاث الطيور البحرية وحفظها": "الطيور مقياس ومعيار. فالطيور البحرية، وبخاصة النورس الشمالي، حساسة للتغيرات البيئية؛ لذا فهي مرآة لظروف النظم البيئية للمحيطات ومدى عافيتها". وقد زار هاتش ميدلتون أول مرة في عام 1978 لمصلحة "الهيئة الأميركية للأسماك والحيوانات البرية"، وفي عام 2009، أنشأ المعهد المذكور آنفًا والذي يتعاون مع الجامعات لإدارة برنامج رصد الطيور ومراقبتها. يمكن أن يؤدي تغير درجات حرارة المحيطات والتيارات المائية إلى انخفاض أعداد الأسماك، مما يُصعّب على الطيور العثور على الطعام وتربية الفراخ بنجاح. فعندما يكون الغذاء شحيحًا، تنخفض معدلات تكاثر الطيور. ولأن الطيور البحرية تُراكم الملوّثات كالبلاستيك والمعادن الثقيلة والنفط أثناء تناولها الطعام وتنظيف ريشها، فإنها تُعَدّ مؤشرات فعّالة على مستويات التلوث في النظم البيئية البحرية.
ويصل طلاب الدراسات العليا وغيرهم من العلماء الناشئين، شأنهم كشأن الطيور التي يَدرسون، إلى ملتقى الطرق الطيري هذا من مختلف أنحاء العالم، مدفوعين بفرصة استكشاف أسرار سلوك الطيور البحرية ومنظومتها البيئية. ففي ضوء النهار الذي يكاد يدوم 24 ساعة كاملة، ينغمس هؤلاء الباحثون في العمل الشاق المتمثل في التوثيق لحياة الطيور وجمع عناصر القصة العميقة للقوى التي تُشكّل الحياة في محيطات الأرض. أما قُطب الرحى لتلك الأبحاث فهو برج الرادار القديم، الذي تم تعديله ليكون مرصد طيور بحرية فريدًا من نوعه. ففي عام 1993، شرع هاتش وفريقه المتنامي في تجهيز البرج بمنصات تعشيش اصطناعية لإيواء طيور النورس الشمالي أسود الساقين والغاق البحري. وتتيح منافذ الرصد تلك للعلماء مراقبة كل مرحلة من م

استكشاف

غيـــبون يؤدي رقصة روبـــوت

غيـــبون يؤدي رقصة روبـــوت

فكّ شفرة الحركات الغريبة لقِرَدَة آسيا الراقصة

إنقاذ قصص حبيــسة  فـي الجـليد

استكشاف

إنقاذ قصص حبيــسة فـي الجـليد

هل يمكن استرجاع المعلومات التاريخية الحبيسة في الصفائح الجليدية القطبية قبل أن تذوب بالكامل؟