يمكن القول إن "الكأس المقدسة" المفقودة منذ آلاف السنين والمحاطة بالغموض، هي أكثر الآثار المسيحية المستعصية على الفهم في العالم. على أنّ رجال الدين في "كاتدرائية فالنسيا" بإسبانيا ظلوا يعتقدون منذ قرون أن الكأس التي بحوزتهم هي "كأس العشاء الرباني المقدسة". ولا يخلو التراث المتعلق بالكأس المقدسة من اختلافات، ولكن القاسم المشترك بشأنها هو أنها كانت الإناء الذي استخدمه يسوع في "العشاء الأخير" والذي استُخدم أيضًا في جمع دمه عند الصلب (حسب المُعتَقد المسيحي). فقد جعلت تلك الروايات من الكأس شيئًا مقدسًا يسعى إليه الملوك والفرسان، كالملك "آرثر" و"السير غالاهاد"، لإثبات طهارتهم وفضيلتهم. وقد ظهرت الكأس المقدسة المحفوظة في كاتدرائية فالنسيا أول مرة في الروايات التاريخية الإسبانية عام 1399، عندما أهداها "دير سان خوان دي لا بينيا" إلى "مارتين"، ملك أراغون. ويرجَّح أن يكون أحد الملوك الذين جاءوا من بعده، وهو الملك "ألفونسو الخامس"، أول حاكم يشير إلى أن هذه الكأس هي الكأس المقدسة. ولعلها كانت طريقة استراتيجية، كما تقول "مارتين ميويس"، أستاذة فنون العصور الوسطى لدى "جامعة أوتريخت" في هولندا، لإضفاء الشرعية على حكمه؛ على أساس أن الأكثر استقامة هو الأقدر لوحده على الحصول على الكأس المقدسة. ويمكن معاينة هذه التحفة اليوم لدى "كنيسة الكأس المقدسة" في "كاتدرائية فالنسيا". وقد يبدو للوهلة الأولى أن الكأس كتلة واحدة متماسكة، ولكنها في الواقع ثلاث قطع منفصلة: كأس حجرية بسيطة ومقبضان ذهبيان وقاعدة حجرية مرصعة بالجواهر.
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز
هل يمكن استرجاع المعلومات التاريخية الحبيسة في الصفائح الجليدية القطبية قبل أن تذوب بالكامل؟