أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

أخطبوط "نهاري" (Octopus cyanea) يصطاد في المياه الضحلة لدى "جزر القمر" في المحيط الهندي قبالة سواحل إفريقيا. وتنتشر الأخاطب بكثرة في المياه الاستوائية الضحلة.Gabriel Barthieu،Minden Pictures

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

يستغل أخطبوط جوز الهند إحدى الأصداف للاحتماء من الخطر. ويُنظر إلى هذا النوع من استخدام الأدوات على أنه علامة على الذكاء.Alex Mustard,NPL/Minden Pictures

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

تبدو أنثى الأخطبوط "ذي العباءة" (Tremoctopus violaceus) أكبر مما هي عليه، من خلال الحزام البارز الموجود بين أذرعها. لا يوجد هذا الحزام إلا لدى الإناث، والتي يمكن أن يبلغ حجمها 40.000 مرة حجم الذكور.،Steven Kovacs Blue Planet Archive

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

تكتيكات الأذرع القويةتنثني أذرع الأخطبوط وتتمدد وتلتف وتنكمش، فتساعده على المشي والسباحة وتحريك الأشياء وإخضاع الفريسة. ويمثل التكامل بين العضلات والأعصاب والمِمَصات القوية نموذجًا ملهمًا للمهندسين الذين يصنعون أذرعًا روبوتية لينة.

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

اختباء واضح للعيانيلتصق أحد صغار الأخطبوط ذي البقعتين بعد أقل من ساعة من خروجه إلى الوجود بجدار حوضه. وتفضل الأخاطب ذات البقعتين التي توجد في المياه الساحلية على عمق يمكن أن يبلغ 15 مترًا، العيش في الشعاب الصخرية والحواف ذات الكهوف الصغيرة لاستخدامها أوكارًا.

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

يعيش الأخطبوط "العجيب" (Wunderpus photogenicus) المراوغ في مياه الفلبين. ويمكنه أن يلوي جسده لمحاكاة كائنات أخرى، بما في ذلك سمكة التنين السامة.David Littschwager

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

يكشف الجلد الشفاف لأخطبوط يافع عن جهازه الهضمي. أما النقاط البرتقالية الموجودة في عباءته فهي حاملات صباغ، وهي الأعضاء التي تساعد هذا الحيوان على تغيير لونه.Magnus Lundgren, NPL

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

تمويه سريعيرسل الدماغ إشارات عصبية إلى أكياس خاصة مملوءة بالصباغ وحزم العضلات في الجلد لتغيير لون الأخطبوط ونمطه ونسيجه على الفور، حتى يندمج مع البيئة المحيطة به كالنباتات والصخور والشعاب المرجانية.

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

حشود من صغار الأخطبوطيسبح نحو 50 من صغار أخطبوط "كاليفورنيا ذي البقعتين" (Octopus bimaculoides) داخل دورق. وتضع الإناث عادة 300 بيضة وتعتني بها مدة شهر أو نحو ذلك قبل أن تنفق. لا يتجاوز أمد حياة هذا النوع عامًا واحدًا تقريبًا.

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

رصد الغذاءقام علماء بإخفاء سلطعون لمعرفة هل بإمكان الأخطبوط تحديد موضع الفريسة من دون رؤيتها. وقد تمكن الأخطبوط، باستخدام المستقبلات الكيميائية واللمسية الموجودة في مِمَصّاته، من إيجاد السلطعون وسحبه من داخل القبة للحصول على وجبته.

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

ذكاء خارقللأخطبوط مئات الملايين من الخلايا العصبية؛ لذلك يُظهر أنماط سلوك معقدة. فهو يستطيع أن يحل الألغاز، وأن يخرج من المتاهات، وربما حتى أن يحلم. لكن الكيفية التي صار يمتلك بها هذا القدر الكبير من الذكاء تظل لغزًا تطوريًا يعكف العلماء على كشفه.

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

الفريسة المفضلةيتغذى الأخطبوط على مجموعة متنوعة من الأسماك والرخويات والقشريات، ولا يُعد من الكائنات التي تنتقي طعامها، ولكن لديه أطعمة مفضلة. فعندما عُرض على أنثى الأخطبوط الشائع (Octopus vulgaris) هذه صندوق يحتوي على بطلينوس وأنشوفة وبلح بحر، كانت تفضل الأنشوفة في كل مرة.

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

رؤية عالية الدقةلرأسيات القدم، مثل البشر، عيون تشبه الكاميرا وتعمل على تركيز الضوء من خلال عدسة. ويستمد الأخطبوط ذو البقعتين اسمه من العوينات، أو البقع الزرقاء القزحية، وهي عيون زائفة لإرباك المفترسات التي تقترب منه؛ أما الأعين الحقيقية فتوجد فوقها.

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

تبحث معظم أنواع الأخطبوط عن الطعام في الليل، لكن الأخطبوط النهاري يطارد فرائسه، كالسرطانات والروبيان والأسماك، في ضوء الشمس. ولكي يتجنب رصده، فإنه يغير نسيج جلده ولونه لمحاكاة المرجان والصخور والطحالب.David Littschwager

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

يوصف الأخطبوط بكونه سيد التنكر، وفنان الهروب الماكر، والوالد غير الأناني؛ ما يجعل هذا الحيوان مخلوقًا خارج دائرة المألوف.

قلم: ساي مونتغومري

1 June 2024 - تابع لعدد يونيو 2024

لـم أقابـل أي مخلـوق مثـل "أثينا" من قبل. كان طولها يقل عن متر واحد على الرغم من أنها كانت بالغة. ولم يكن وزنها يزيد على 18 كيلوجرامًا. وكانت غير عادية من عدة نواح أخرى. فقد كان بإمكانها أن تغير لونها وشكلها، وتتذوق بجلدها، وتُسيل السم، وتقذف حبرها، وتتنقل عن طريق نفث الماء عبر أنبوب على جانب رأسها، فضلًا عن قدرتها على إدخال جسدها المتضخم الخالي من العظام من خلال فتحة بحجم البرتقالة. ولم يكن رأسها في أعلى جسدها، مثلي. وكان يَشغل تلك البقعةَ جزءٌ من الجسم يُعرف باسم العباءة، ويحتوي على أعضاء التنفس والهضم والتكاثر. وكان رأسها في الموضع الذي تتوقع أن تجد فيه الجذع الذي يتوسط جسم الإنسان. أما فمها فكان في إبطها. كانت أثينا تنتمي إلى النوع المعروف بأخطبوط المحيط الهادي العملاق (Enteroctopus dofleini). التقينا أنثى الأخطبوط تلك لدى "حوض نيو إنغلاند للأحياء المائية" في بوسطن، عندما فتح كبير المشرفين على الأحياء المائية "سكوت دود"، الغطاءَ الثقيل لخزّانها. هنالك وقفتُ على كرسي منخفض، ومِلْتُ بجسدي فوق الماء. وسرعان ما تغير لون أثينا من البني المرقط إلى الأحمر الفاتح من شدة الإثارة وهي تبسط جسدها الرشيق خارج مخبأها الصخري. كانت إحدى عينيها الفضيتين المتلألئتين تبحث عن عيني، فيما كانت أذرعها الثماني تتصاعد إلى السطح لمقابلتي. بعد استئذان سكوت، غطستُ يدي وذراعي في الماء المالح الذي بلغت حرارته 8 درجات مئوية وكان يُشعرني بالخدر، وتركتها تلتف حول بشرتي بمِمَصاتها البيضاء الناعمة والمستطلِعة. فلقد كانت تتذوقني وتتحسسني في الوقت نفسه. لم تُرحب أثينا بصحبتي فحسب، بل تركتنني ألمس رأسها. ولم تكن قد سمحت لأي زائر بفعل ذلك من قبل. وبينما كنا نُمضي الوقت معًا وهي تتذوقني وأنا أداعبها، كانت تغير لونها مرة أخرى؛ فقد تحول إلى الأبيض تحت لمسة يدي، وهو لون الأخطبوط حين يشعر بالهدوء، كما عرفت في وقت لاحق. اتَّضَح لي أن تفاعلنا ذاك كان مفيدًا. فلقد تفاجأتُ إذْ كانت أثينا تُبدي فضولًا بالقدر نفسه الذي كان ينتابني تجاهها. "لكن، أليس الأخطبوط وحشًا؟"، هكذا سألتني صديقتي "جودي سيمبسون" في اليوم التالي إذ وصفتُ لها لقائي أثينا ونحن نمشي مع كلبينا وسط الغابة. لدى جودي صداقة جيدة مع حيوانات كثيرة؛ فهي تؤوي في منزلها كلبين وقطة. وهي بارعة في ركوب الخيل وتحب إطعام الطيور البرية. لكنْ.. الأخطبوط؟ كيف يمكن أن يكون لديك أي نوع من التواصل مع أخطبوط؟ لقد رسمَت قرونٌ من الأدب الغربي الأخاطبَ على شاكلة شياطين عابرة للمحيطات. 
فقد كتب الفيلسوف والقائد الروماني "بليني الأكبر" في عام 77 للميلاد تقريبًا: "لا يوجد حيوان أكثر وحشية [من الأخطبوط] في التسبب بموت الإنسان في الماء، لأنه يصارعه من خلال الالتفاف حوله ويبتلعه بممصاته ويَسحبه إربًا ممزقة". ولأن الأخطبوط يختلف عنا، نحن البشر، اختلافًا تامًا، ويمكن لبعض أنواعه أن تنمو إلى حجم كبير جدًا، وبالنظر إلى قوته الهائلة (يمكن لممصة واحدة كبيرة لدى أخطب

مواقع التراث العالمي في مواجهة التغير المناخي.. والبتراء في الواجهة

مواقع التراث العالمي في مواجهة التغير المناخي.. والبتراء في الواجهة

شَكّلت المدينة الأثرية بجدرانها الأيقونية خلفية مثالية لمشاهد فيلم "إنديانا جونز" الكلاسيكي. لكنها اليوم تُعاني من الجفاف والفيضانات والعواصف الرملية. فهل تنقذها تقنيات الأنباط القديمة؟ 

جزيــرة الكنــز

جزيــرة الكنــز

مصورٌ يكتشف جمال العزلة في جزيرة غير مأهولة.

أســرار الأخطبوط

أســرار الأخطبوط: عجائب تحت الماء

يوصف الأخطبوط بكونه سيد التنكر، وفنان الهروب الماكر، والوالد غير الأناني؛ ما يجعل هذا الحيوان مخلوقًا خارج دائرة المألوف.