نقش الأنهار الثلاثة  نيو مكسيكو، قبل 800 إلى 1400 سنة

نَقش هذا النحتَ شعبُ "هورنادا موغولون" ويُعتقد أنه لهرّة كبيرة بِذَيل أفعى مجلجلة، وهو واحد من بين 21 ألف نقش صخري زاخر تمتد مسافة 1.5 كيلومتر على تلال بازلتية تطل على مشهد "سييرا بلانكا" الخلاب.

رسومات تولار  وايومينغ، قبل 400 إلى 500 سنة

أُدرج هذا التشكيل الصخري من الحجر الرملي في "السجل الوطني للأماكن التاريخية" قبل عقد من الزمان، ويضم أكثر من 30 رسمًا صخريًا منتشرة على مساحة 150 مترًا. ويوضح واتكينز أنه غالبًا ما تُبرز الأعمال الفنية القديمة للسكان الأصليين "ارتباطَ الأشخاص بالمكان"، بما في ذلك نباتات منطقة وحيواناتها وكوسمولوجيتها. ويتجلى ذلك في هذا التصوير لحصان وفارسه من ابتكار فناني قبائل السهول، والذي يُشِيد بالعلاقة طويلة الأمد بين الشعوب الأصلية والخيول. يتضمن هذا النتوء الصخري أيضًا منحوتات لأشكال بشرية ولمحاربين ودببة وزخارف ثقافية أخرى.

فنون أميركا الأصلية

توجد آثار الأقدام هذه، التي تم تخليدها في رواسب غنية بالجبس، لدى "منتزه وايت ساندز الوطني" في نيو مكسيكو، ويعود تاريخها إلى أكثر من 20 ألف سنة؛ وهي تنسف الافتراضات السابقة بشأن مدة حياة الإنسان في أميركا الشمالية. يقول واتكينز: "إن وجودها هناك مصادفة جغرافية وجيولوجية ومناخية. فيمكن للمرء رؤية هذا المسار الذي سلكه الناس قبل 20 ألف سنة أثناء سيرهم عبر المشهد الطبيعي".

لوح روشيستر يوتا، قبل 700 إلى 4000 سنة

يقع هذا الموقع المقدس في شبه جزيرة ضيقة فوق مَجمع "مستنقع روشيستر" و"جدول مادي"، وهو موطن للوحات الرسوم الصخرية والصور التوضيحية على طراز أخدود باريير وفريمونت. يُظهر اللوح الرئيس أكثر من مئة شخصية، منها وحوش أسطورية وحيوانات ونباتات معروفة. ويوضح الزعيم الروحي "لاري سيسبوش" (من قبيلة يوتي الهندية) وعالم الآثار "جيمي هولينجسورث" (من شعب نافاهو) أن قوس قزح يمكن أن يشير إلى اتصال بالعالم الروحي، أو نعمة، أو قوة وقائية، أو ربما دعاء استسقاء في وجود مناخ جاف.

فنون أميركا الأصلية

قبل ملاحظتهما آثار رسوم باهتة، كان مستكشف الكهوف "آلان كريسلر" وعالم الآثار والأستاذ الفخري لدى "جامعة تينيسي"، "جان سيميك"، قد أمضيا معًا أعوامًا في دراسة فن الكهوف بمناطق لا يصل إليها الضوء الطبيعي. ولكنهما لم يتمكنا بالفعل من تصور هذا المجسم الذي يبلغ طوله مترين وهو متشح بزي خاص، إلى أنْ أنتج المصور "ستيفن ألفاريز" نموذجًا ثلاثي الأبعاد باستخدام تقنية التصوير المساحي. إنه واحد من آلاف الرسوم المعقدة والهشة للغاية المعروفة باسم الحروف الرسومية الطينية التي تزين سقف حُجرة تبلغ مساحتها 460 مترًا مربعًا ويبلغ ارتفاع بعض أركانها 60 سنتيمترًا فقط؛ مما تطلب من مبدعيها الأصليين الاستلقاء لرسم هذه الأعمال باستخدام ضوء المشاعل.

رسومات هوغ سبرينغز يوتا، قبل أقل من 2000 سنة،

حصلت "الملكة موكي" الغامضة على لقبها غير الرسمي بفضل سلسلة من النقاط البيضاء التي تتقوس فوق رأسها والتي يفسرها كثير من المشاهدين بأنها تاج، كما يقول عالم الآثار "كيفن جونز". وغالبًا ما يُفسَّر الشكل الشبيه بالحيوان إلى جانبها بأنه كلب. وظلت هذه اللوحة المتقنة ذات الحجم الكبير وطراز أخدود باريير تستحوذ على انتباه العديد من المغامرين، نظرًا لقربها من الطريق السريعة 95 و"منطقة غلين كانيون الترفيهية الوطنية" الشهيرة. تزين الصور المرسومة والنقوش الصخرية الأخرى جدران الأخدود القريبة.

رسومات أخدود سيغو  ولاية يوتا، قبل 300 إلى 2000 سنة

يقول عالم الآثار الحكومي السابق "كيفن جونز": "يحوي هذا المكان المذهل ثلاثة ألواح رئيسة متميزة، ينتمي كل منها إلى فترة ثقافية وزمنية مختلفة، بما في ذلك "أخدود باريير" و"فريمونت" و"يوتي". وتُبرز هذه اللوحات الغنية بالألوان -بعضها يصور شخصيات شبحية كبيرة الحجم وبعضها الآخر خُدامًا صغيري الحجم يشبهون الحيوانات- استخدام شعب أخدود باريير المتطور للأصباغ متعددة الألوان طويلة الأمد. وللأسف، ظل الموقع يتعرض لإطلاق النار والكتابات الخربشية منذ أعوام، على أن القائمين على الترميم حاولوا تقليل الضرر.

رسومات الأنهار الثلاثة  نيو مكسيكو، قبل 800 إلى 1400 سنة

يقع هذا الموقع على طول الحافة الشرقية لـ"حوض تولاروسا" ضمن "صدع ريو غراندي"، وهو أحد أبرز المناطق المعروفة بالنقوش الصخرية في الجنوب الغربي. وتختلف هذه المنحوتات التي يزيد عددها على الـ21000 من حيث الرمزية والتقنية؛ إذ يظهر بعضها على شكل خدوش، فيما بعضها الآخر، مثل الخروف الكبير المخترَق برُمح وسهم (إلى اليمين)، أُنجز باستخدام صخرتين بمنزلة مطرقة وإزميل. وتعتقد "مارغريت بيرييه"، باحثة الفن الصخري، أنه نظرًا لعدم وجود مواقع سكنية قريبة، فمن المحتمل أن هذا المكان كان ملتقى موسميا للتجارة والاحتفالات.

تمثال أكمة الأفعى  أوهايو، قبل 900 سنة

في عام 2021، عاد أهالي قبيلة "شاوني" إلى أراضي أجدادهم لاستعادة أكبر تمثال قائم منحوت في التراب بالعالم، والذي ظلت أصوله منذ زمن طويل موضوع نظريات علمية زائفة. يقول الزعيم "بارنز": "لقد شيد شعبنا هذا التمثال؛ وليس العمالقة، أو الكائنات الفضائية القديمة. كانت هذه التحفة الرائعة للهندسة المدنية بمنزلة مسعى مجتمعي ضخم. أريد أن يختبر شعبي مراسم العودة إلى الوطن ورؤية هذه الأفعى المقدسة المبنية من تراب حمله أجدادنا بأيديهم.

رسومات ويدينغ روكس  ولاية واشنطن، قبل 200 إلى 500 سنة

يعد المتنزهون أنفسَهم محظوظين بمصادفة هذه النقوش الصخرية غير المميزة التي تقع على طول ساحل المحيط الهادي في "المنتزه الأولمبي الوطني". تصور هذه النقوش التي يناهز عددها الأربعين وقد رسمها فنانو قبيلة "ماكاه"، الحيتان والصيادين والسفن وأشكالًا أخرى؛ ويُفضَّل رؤيتها عند انخفاض المد. وفقًا للتاريخ الشفهي القبَلي، دَمر سيلٌ طيني جارف قريةَ "أوزيت" جزئيًا، وهي إحدى المستوطنات الخمس الدائمة لقبيلة ماكاه. ثم، في عام 1970، ضربت عاصفة شديدةٌ الساحلَ، فظهر على السطح نحو 55 ألف قطعة أثرية محفوظة تحمل أيقونات فنية مماثلة. كثيرٌ من هذه الأشياء معروض الآن لدى "متحف ماكاه في "خليج نيه" القريب.

فنون أميركا الأصلية

على مرّ آلاف السنين، نقشت الشعوب الأصلية ورسمت قصصها عبر المشهد الطبيعي لأميركا الشمالية الحالية. واليوم، إذ يُكشف النقاب عن مزيد من تلك الأعمال الفنية، يُبرز خبراءٌ محليون وغير محليين هذا التراث الثقافي الزاخر.

قلم: كيت نيلسون

عدسة: ستيفن ألفاريز

1 مايو 2024 - تابع لعدد مايو 2024

إننا لا نعرف على وجه اليقين الكثيرَ عن الأعمال الفنية القديمة للسكان الأصليين. متى أُنجزت تحديدًا؟ ماذا كانت تعني بالضبط لمن أبدعوها؟ ومع ذلك، لا يزال بإمكاننا أن نتعلم الكثير من هذه الأعمال المنحوتة في الصخر، أو المصبوغة على الحجر، أو المرسومة في الطين، أو المدمجة في سطح الأرض. ولعل الأمر الأهم هو أن مجتمعات الأميركيين الأصليين الغنية سكنت هذا الصقع الأرضي -جزيرة السلاحف، كما يفضل كثير من القبائل تسمية أميركا الشمالية- منذ عشرات الآلاف من السنين. وإذا نظرنا إلى هذه اللوحات الصخرية والصور التوضيحية والخدوش الأرضية المتطورة، جنبًا إلى جنب صحوة معاصرة للسكان الأصليين -بتجلياتها التاريخية في كل شيء، بدءًا من السياسة وحتى الثقافة الشعبية- فإننا نجدها تساعد على ربط الماضي بالحاضر بالمستقبل. ويمثل هذا الفن لدى المجتمعات المتحدرة من السكان الأصليين، عودةً إلى الوطن وإحياءً لأنماط الحياة التقليدية التي دمرها الاستعمار.. إلا قليلًا. يقول "بِن بارنز"، زعيم قبيلة "شاوني" الذي يرجَّح أن أسلافه قد بنوا "أكمة الأفعى" في ولاية أوهايو: "نحن محظوظون للغاية لأنه لا يزال لدينا ديننا وثقافتنا ولغتنا؛ وتعي كل قبيلة معنى الكفاح لصون ذلك كله". ويستطرد قائلًا: "لقد نسي كثير من الأميركيين أن الأرض نفسها يمكن أن تكون مقدسة، وأن الأماكن يمكن أن تكون مقدسة. هنا في الأميركيتين، أماكننا المقدسة هي أماكن السكان الأصليين". دأب المصور "ستيفن ألفاريز" على التوثيق للعجائب الطبيعية منذ زُهاء ثلاثة عقود. وفي عام 2016، أسس منظمة غير ربحية تدعى "أرشيف الفن العريق"، لتكون بمنزلة سجل حي لرسومات ونقوش عصور ما قبل التاريخ على صعيد العالم. واليوم ركز عدسته على الجداريات الصخرية الأميركية سعيًا لوضع الذكرى السنوية الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة، في عام 2026، في سياق تاريخ يعود إلى آلاف السنين. يقول ألفاريز: "إن هذا المشهد الطبيعي يحكي قصته الخاصة.. ما حدث له عبر الزمن، ومن عاشوا فيه، وما صنعوا فيه. فلا يمكن فصل العمل الفني عن المشهد الطبيعي. وبالنسبة إلى الآثاريين والأنثروبولوجيين والإثنوغرافيين والفنانين وغيرهم من حفظة المعرفة -سواء من السكان الأصليين أو غير الأصليين- الذين أمضوا وقتًا طويلًا في دراسة هذه الأعمال الفنية وصونها، فإن هذه الأخيرة تُحف بديعة، بل معجزات، صمدت في وجه عوادي الطقس منذ قرون حتى نتمكن اليوم من تأمّل روعتها واستنطاقها. يقول عالم الآثار "جو واتكينز" (من قبيلة شوكتاو)، الذي يعمل في مشروع "جدارية أميركا" للمصور ألفاريز: "لا أحد منا يود مغادرة هذا العالم دون أن يترك بصمته على هذا المشهد الطبيعي. ويمنحنا الفن الصخري فرصة لتبادل أفكار أشخاص انقطع سيرهم على هذه الأرض".
وتُعد هذه الأعمال الفنية، لدى جميع الأميركيين، بمنزلة دعوة للتعرف إلى التراث الذي خلّفته الشعوب الأصلية القديمة وتثمينه وتبجيله. إنها تحريض وحضّ على الاعتراف بالفواجع التي عانتها مجتمعات القبائل في "جزيرة السلاحف" وما و

على خطى أشباح المسيرة الطويلة

على خطى أشباح المسيرة الطويلة

يستحضر الصحافي "بول سالوبيك"، الذي يواصل سرد القصص عن مسيرته عبر العالم، الرحلة المروعة التي خاضها "الجيش الأحمر" الصيني قبل 90 عامًا؛ كما يلاقي القوى التي تعيد تشكيل الصين الحالية.

القطط..  سيدة الملاحة البحرية

استكشاف

القطط.. سيدة الملاحة البحرية

تُعرَف بنفورها من الماء، على أنها ظلت فردًا من طواقم السفن منذ بزوغ تاريخ الإبحار.

إحيـاء كاتدرائية نوتردام

إحيـاء كاتدرائية نوتردام

تعيد أشهر كاتدرائية في فرنسا فتحَ أبوابها بعد خمسة أعوام على اندلاع حريق فيها كاد أن يدمرها بالكامل. وإليكم أطوار إنجاز عملية الترميم المذهلة.. والطريقة التي تم بها إحياء الشعور بالقداسة من جديد.