لاجئون من نوع آخر

تبلغ مساحة محمية "المأوى للطبيعة والحياة البرية" 111 هكتارًا وتحتل واحدةً من آخر غابات البحر المتوسط الأصلية المتبقية في الأردن، وهي المحمية الوحيدة في الشرق الأوسط التي توفر مأوىً دائمًا للحيوانات التي تتعرض لسوء المعاملة ولا يمكنها العودة إلى البرية.

رغد، رنّة آدمة

عندما كانت "رغد" في السادسة من عمرها، أحضرها صاحبها إلى محمية "المأوى"، على أمل أن يمنحها حياة أفضل.

بومة صغيرة

عُثر على هذه البومة البالغة من العمر عامًا واحدًا لدى غرفة فندق بعد أن تم عرضها للبيع على "فيسبوك". أمضت البومة نحو عام في "مركز الأمل الجديد" ثم أُطلقت في البرية.

أوسي، دب بني سوري

جاء "أوسي" مع شقيقَيه "هادي" و"شجاع" إلى "مركز الأمل الجديد" من حديقة حيوان محلية.

شِبلا أسد إفريقي

الطبيب البيطري "عبد الرحمن أحمد" يلعب مع شبلين شقيقين عمرهما ثلاثة أشهر، تم إنقاذهما في أغسطس 2019 بعد أن عُرضا للبيع على مواقع التواصل الاجتماعي. نفق الشبلان في وقت لاحق بسبب فيروس اللوكيميا السنوري، وهو مرض شائع ومُعْدٍ للغاية.

ثعبان ألبينو البورمي

صُودر هذا الثعبان ذو الأربعة أعوام من مُهرّبٍ في مطار عمّان، وكان مريضا جدًا. نفق بعد شهرين على إعادة تأهيله في "مركز الأمل الجديد".

زوبيا، عُقاب ثعباني  قصير الأصابع

"رغد زيتون"، طبيبة بيطرية لدى "مركز الأمل الجديد"، تستعد لوزن عُقاب ثعباني قصير الأصابع. أطلق صيادٌ النارَ خطأً على رأس هذا العُقاب فأصابه بالعمى في عينه اليمنى. وقام طبيب بيطري بإعادة تأهيله مدة عام قبل إحضاره إلى المركز.

سكاي، أنثى ببر البنغال

صادرت السلطات "سكاي" (وعمرها شهر واحد) وشقيقها "طاش" من صندوق سيارة على الحدود الأردنية السعودية.

سلاحف يونانية

حارس يحمل سلحفتين من أصل 550 سلحفاة يونانية صُودرت من مُهرّبٍ على الحدود الأردنية السورية. تم إطلاق سراحها جميعًا في وقت لاحق.

مارك، ذئب عربي رمادي

بعد إنقاذ "مارك" من عملية بيع على "فيسبوك"، يعيش الآن وسط قطيع من خمسة ذئاب.

بابليتو، أسد إفريقي

يبدو هنا وهو شبل، بندبة مميزة على أنفه.

سكوتر، غيلم

لدى "مركز الأمل الجديد" في عمّان بالأردن، يأكل "سكوتر" الخس بمساعدة من "خليفة اللوزي" الذي يسهر على رعايته. أُنقِذ سكوتر من حديقة حيوان بمدينة غزة في عام 2016، وقد أصيب بمرض في الجهاز العضلي الهيكلي تسبب له بالشلل. بعد ثمانية أشهر من العلاج في "الأمل الجديد"، يستطيع هذا الغيلم الآن تحريك أطرافه، وقد صار يتجول باستخدام لوح تزلج.

لوكي، دب بني سوري

يعيش "لوكي" في موئل مترامي الأطراف لدى محمية "المأوى" بصحبة "جمال" و"رومي". وأُنقِذ الدببةُ الثلاثة من حديقة حيوان أردنية.

سكر، دب أسود آسيوي

يبلغ سكر الآن 13 عامًا، وكان أحد الناجين القلائل الذين أُنقذوا من "حديقة حيوان ماجيك وورلد" على مقربة من مدينة حَلب السورية. أدت أعوام من الحرب الأهلية إلى قتل عشرات الحيوانات المحاصرة هناك. يتعافى هذا الدب لدى محمية "المأوى للطبيعة والحياة البرية" منذ عام 2017.

لاجئون من نوع آخر

في محمية بالأردن، ثمة ملاذ آمن للحيوانات البرية الناجية من الحروب والجروح والمهربين.

قلم: محمد محيسن

عدسة: محمد محيسن

4 أغسطس 2023 - تابع لعدد أغسطس 2023

كان بابليتو أول أسد أراه من كثب في حياتي. إذ سار هذا الشبل، وكان عمره أربعة أشهر، في اتجاهي قادمًا من حُجرته الليلية في حظيرته لدى "مركز الأمل الجديد"، وهو منشأة لإعادة تأهيل الحيوانات البرية في عمّان بالأردن. فجأة، توقفَ وطفق يُحدّق في وجهي. بدا في عينيه حزنٌ ووهَن كما لو كان يحاول إخباري بأمرٍ ما بِلُغتنا الصامتة المشتركة. هنالك انتابني إحساسٌ مفاجئ بمسؤولية سرد قصته.

قبل أن أقابل بابليتو، في عام 2018، كنت في طريقي إلى مخيم بالأردن لتصوير فتاة صغيرة تُدعى "زهرة"، وهي لاجئة سورية كان عمرها آنذاك سبعة أعوام. منذ عام 2001، كنت أستخدم كاميرتي لسرد قصص عن الأمل والصمود والبقاء. وتَعَددَتْ زياراتي مرارًا وتكرارًا إلى أماكن مزقتها النزاعات المسلحة وإلى أخرى كان فيها الفارّون من الكوارث يكافحون لبدء حياة جديدة. ثم سمعتُ عن ملاذ "الأمل الجديد" الذي كان يمنح فرصة ثانية لأرواح أخرى لا حول لها ولا قوة: حيوانات مصابة ومهمَلة تم إنقاذها من حدائق حيوان سيئة التدبير أو مناطق حرب، أو صُودرَت من المهربين.

طفق بابليتو يُحدّق في وجهي. تحدثنا بلغتنا الصامتة المشتركة. هنالك انتابني إحساس مفاجئ بمسؤولية سرد قصته.

كان "الأمل الجديد" بمنزلة منشأة للحجر الصحي وإعادة التأهيل للحيوانات التي تُنقَل في نهاية المطاف إلى محمية "المأوى للطبيعة والحياة البرية" البعيدة زُهاء 50 كيلومترًا والممتدة مساحة تزيد على 11 هكتارًا في غابات جبال مدينة جرش شمال غرب الأردن. آوى هذا الملاذُ غَيلمًا (ذكر سلحفاة) كان قد أُصيبَ بالشلل بفعل مرض في الجهاز العضلي الهيكلي، فتم -في عام 2016— إخراجه وإنقاذه مما كان يُطلق عليه أسوأ حديقة حيوان في العالم، في غزة. واحتضنت محمية المأوى كذلك أُسودًا إفريقية ودببة سوداء آسيوية من "ماجيك وورلد"، وهو منتزه ترفيهي وحديقة حيوان بضواحي حلب في سورية الممزَّقة بالحرب.

انتظمَت زياراتي إلى المأوى والأمل الجديد. فلقد ظل التوثيق لحياة هذه المخلوقات أمرًا مدهشًا. ولطالما ركزتُ عملي على الأشخاص العالقين في دوامة الفوضى والبؤس البشري والدمار؛ أما الآن فأوجه عدستي لحيوانات مهجورة.. ضحايا نزاعات لا شأن لها بها. ولولا أنها أُنقذَت لربما قُتلت في هذا القصف الجوي أو ذاك، أو وقعت في مرمى النيران، أو تُركت لتنفق جوعًا. ذات مرة لدى "الأمل الجديد"، رأيتُ مقدمي الرعاية وطبيبًا بيطريًا يُجهّزون ثلاثة ضباع مخططة، أُنقِذَت من حدائق حيوان في الأردن وغزة، لتُطلَق في البرية. هنالك قام الفريق برمي كل ضبع بسهم مهدئ وأجرَوا لها فحوصات طبية شاملة. وما إنْ تأكدَتْ جاهزيتها للنقل حتى حُمِلَت على متن شاحنة صغيرة ومن ثم أُطلقَت في أقاصي جنوب وسط الأردن. كانت هذه الضباع محظوظة. فمعظم التي تُنقَذ من حدائق الحيوان المُنهارة أو مناطق الحرب -التي غالبًا ما تفتقر إلى الكهرباء والمياه، فضلًا عن التمويل أو مقدمي الرعاية— لا يكون لها موئل تعود إليه. أما هذه الحيوانات "معدومة الجنسية"، فتجد اللجوء والمأوى في محمية "المأوى" دائمًا.

وسيصبح بابليتو، الشبل الصغير، أحد تلك الحيوانات. أخبرني القائم على رعايته أنه أصيب بصدمة لمّا كان محبوسًا في قفص صغير لدى حديقة الحيوان. كان لدى هذا الشبل ندبة كبيرة على أنفه بسبب محاولاته المتكررة فتحَ قفصه عُنوةً. ولكن بعد شهر واحد فقط لدى "الأمل الجديد"، بدأ بابليتو يتعافى. أمضيتُ ساعات أشاهده يلعب بأغصان الأشجار وكيس من الخيش يتدلى من سقف حظيرته التي تبلغ مساحتها 150 مترًا مربعًا، حيث كان يتسكع داخل بيت ألعابه وخارجه وهو يزأر. وفي الليل كان يَخلد للنوم على سرير من قَش. وفي وقت لاحق، قابلتُ "سكوتر"، ذلك الغيلم المشلول بسبب سوء المعاملة. بعد ثمانية أشهر من العلاج المائي المكثف والنظام الغذائي الغني بالفيتامينات المقَوِّية للعضلات، بدأ سكوتر بتحريك أطرافه. وصار يمشي على الأرضيات فوق لوح تزلج.

أخبرتني الأميرة علياء الحسين، الابنة الكبرى للملك الأردني الراحل "حسين"، أنها بدأت التفكير في إنشاء محمية للحيوانات في عام 2009، حين حطَّ سيركٌ متنقل الرحالَ بالأردن. كان كثيرٌ من حيوانات ذلك السيرك في حالة سيئة؛ ومنها على سبيل المثال، لبؤة يافعة منزوعة المخالب وقدماها تؤلمانها. اكتشفت الأميرة علياء في وقت لاحق أن تصاريح ذلك السيرك كانت مزورة. وفي ذلك العام نفسه، كما تقول الأميرة علياء، لم يكن كثيرٌ من الأردنيين على دراية بقضايا الرفق بالحيوان. هنالك قالت إنها أدركت مدى الحاجة إلى مبادرة من قبيل "الأمل الجديد". ومن خلال منظمتها غير الربحية، "مؤسسة الأميرة علياء"، دخلت في شراكة مع "Four Paws" (المخالب الأربعة)، وهي منظمة لرعاية الحيوان، مقرها في فيينا.

 اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab

درب  البَرَكات

درب البَرَكات

تمر طريق الحج الأشهر في اليابان بـ88 معبدًا على خطى راهب مشهور وُلد قبل 1250 عامًا.

شرائط المشتري  العاصفة

استكشاف

شرائط المشتري العاصفة

أمضت المركبة الفضائية "جونو" التابعة لوكالة "ناسا" أكثر من سبعة أعوام وهي تدور حول أكبر كواكب المجموعة الشمسية. ويستعين العلماء بالصور التفصيلية التي التقطتها للغلاف الجوي المضطرب لكوكب المشتري،...

انبعاث وجه

استكشاف

انبعاث وجه

بعد مرور أكثر من 500 عام على وفاة "عذراء الجليد" أو "سيدة أمباتو" في جبال الأنديز وزُهاء ثلاثة عقود على اكتشافها، أصبحنا قادرين على إنشاء ملامح وجهها.