بعد التزاوج، تطير الأنثى إلى أماكن غير معروفة وتُمضي بعض الوقت في حالة من توقف النشاط والحركة، تُعرف باسم السكون أو الاستكنان.
تزداد الأجواء سخونة كل ربيع في "صحراء سونوران" الأميركية. فعندما يبدأ الصبار في الإزهار، يغادر الآلاف من نحل الصبار (Diadasia rinconis) أعشاشه الموجودة تحت الأرض بعد أن يفقس بيوضه ويصير ناضجًا. هنالك تخرج الذكور أولًا. ثم تخرج الإناث في وقت لاحق لتجد العشرات من الذكور بانتظارها. حينها، لا مجال لتضييع الوقت في المقدمات والتعارف. فما إن تظهر إحدى الإناث حتى تنزل عليها أسراب من الذكور التي لا تدخر وسعًا في المنافسة على نيل أفضل المواقع على ظهرها، مُشَكِّلةً كرة متلوّية في مشهد نادر قلّما تجود به الطبيعة.
ويكون ذلك المشهد أيضًا إيذانًا بدخول الأنثى إلى عالم الأمومة. يعيش نحل الصبار، على خلاف نحل العسل ذي الطبع الاجتماعي، حياة العزلة. وبعد التزاوج، تطير الأنثى إلى أماكن غير معروفة وتُمضي بعض الوقت في حالة من توقف النشاط والحركة، تُعرف باسم السكون أو الاستكنان (Diapause) والتي تسمح لها بالصمود في درجات حرارة شديدة بالصحراء. لكنها تعمد في الربيع التالي، حين يزهر الصبار مرة أخرى، إلى الحفر في التراب لتشكل أعشاشًا حيث تنشئ حُجيرة منفصلة لكل بيضة وتترك معجونًا مصنوعًا من حبوب اللقاح والرحيق لتأكله ذُرّيتُها المستقبلية. وبعد أن تضع الأنثى بيوضها وتُحكم إغلاق مداخل الأعشاش، تستسلم للنفوق.
وبعد نحو 15 يومًا، يُغادر نسلُ الأم الراحلة الأعشاشَ بصفته نحلًا بالغًا؛ فتبدأ دورة تزاوج جديدة تملأ أجواء الصحراء طنينًا.. وعِشقًا.
تَعرض كاتبةٌ مصابة بعمى الوجوه تأملاتها بشأن التنقل وسط عالم مليء بالغرباء الودودين.
قبل أكثر من 5000 سنة، شرع الصناع الحِرَفيون في جزر "سيكلادس" اليونانية في نحت تماثيل رخامية صغيرة لنساء عاريات بأذرع مطوية وشعر مجعد وعيون محدقة واسعة.