يحذر الخبراء من أن الحالات الجديدة للمرض العضال، شلل الأطفال، ما هي إلا قمة جبل الجليد؛ فما سر عودة مرض ظن العالم أنه أصبح طي النسيان؟
15 نوفمبر 2022
منذ أن نجح العالم الأميركي "جوناس سولك" في تطوير أول لقاح ناجح لمرض شلل الأطفال عام 1955، تنفس الآباء الصعداء وتمكنوا من إزاحة هاجس إصابة أطفالهم بهذا المرض من أذهانهم، فكانت تلك لحظة فرح حقيقي للبشرية جمعاء.
يعود شلل الأطفال اليوم إلى الواجهة متسببًا بمخاوف عميقة من انتشاره مجددًا بعد أن سُجلت حالتان بالشلل في كل من نيويورك وإسرائيل. قد لا يصاب بالشلل إلا 1 من بين 2000 مصاب بالمرض تقديريًا حسب سلالة الفيروس، لذا يخشى العلماء أن تكون الحالات المكتشفة قمة الجبل الجليدي. وقد عُثِر أيضًا على آثار للفيروس في مياه الصرف الصحي لكل من نيويورك ولندن والقدس؛ ما يشير إلى كم أكبر بكثير من حالات الإصابة.
يتسبب في مرض شلل الأطفال 3 سلالات من فيروس "البوليو"، وقد أشارت البحوث العلمية والأثرية إلى تواجده وانتشاره بين البشر منذ نحو 1400 عام قبل الميلاد. تفشى مرض شلل الأطفال خلال القرن العشرين، إذ سجلت الولايات المتحدة 16 ألف حالة شلل سنويًا، فيما سجلت المملكة المتحدة 7,760 حالة شلل سنويًا. وبفضل اللقاح الذي أنتجه سولك و"ألبرت سابين" من بعده، تم القضاء على فيروس البوليو في جميع دول العالم ما عدا أفغانستان وباكستان. يعطى اللقاح الأصلي الذي أنتجه سولك عبر حقنة، ويحوي نسخة غير نشطة من الفيروس تعمل على تحفيز الجهاز المناعي دون إصابة. أما لقاح سابين فيعطى عبر الفم، ويحوي نسخة مضعفة من الفيروس، ما يعني أنه قد ينتقل من الشخص الملقح إلى شخص غير ملقح فيكسبه المناعة أيضًا. كلا اللقاحين أثبتا كفاءة عالية وأمانًا على صحة الأشخاص الملقحين؛ فقد كان النجاح باهرًا لدرجة أن سلالتين من السلالات الثلاث لفيروس البوليو تم القضاء عليهما بشكل تام.
لماذا نشهد عودة الفيروس إلى الواجهة؟
حين نقول بأن الفيروس قد تم القضاء عليه، فإننا نتحدث عن النسخة الجامحة منه. أما حالات الإصابة الحديثة فهي بفعل تحور النسخة الضعيفة من الفيروس في لقاحات سابين، فحين لا يعطى اللقاح بنسبة عالية في بعض المجتمعات، فإن الأشخاص الملقحين ينقلون الفيروس إلى غير الملقحين حيث يستشري بينهم ويجد فرصة للتحور إلى نسخة معدية، ويغلب هذا في أوساط المجتمعات التي ترفض أن يحصل صغارها على اللقاح قبل أن ينتشر من تلك النقطة على نطاق أوسع بكثير.
ما المطلوب للقضاء على شلل الأطفال؟
يرى الباحثون أن الحل لهذه الأزمة قبل انتشارها هو تلقي اللقاح، فقد أثبتت اللقاحات أنها آمنة وفعّالة لاكتساب مناعة مدى الحياة، لكن للتخلص من معضلة تحور النسخة الضعيفة من الفيروس في اللقاحات المعطاة عبر الفم، فإن اللقاحات المعطاة بالإبرة هي الأكثر أمانًا على المدى البعيد. هناك معضلة أخرى تتمثل في إيصال اللقاحات إلى القرى البعيدة في الدول النامية، فاللقاح عبر الفم أرخص كلفة، فضلًا عن سهولة نقله وتقديمه بأيدي المتطوعين على عكس لقاح سولك الأصلي. تمكن العلماء أخيرًا من تطوير لقاح يعطى بالفم مستخدمين نسخة أضعف من الفيروس بحيث لا يمكنها التحور إلى فيروس معدي، وقد يكون هذا اللقاح أملًا في إيقاف التفشي الحديث لشلل الأطفال.
واليوم، يدرك العلماء أننا لن نتوصل إلى الحل النهائي ما لم يتم تلقيح الجميع ضد فيروس البوليو. لقد نسيت البشرية آلام شلل الأطفال والمعاناة التي تعرضت لها عشرات الآلاف من العائلات سنويًا، لذا نجد العديد من المجتمعات التي تختار رفض اللقاح لأبنائها، ويحذر الخبراء من أننا قد نشهد مع الوقت موجة أليمة لا تحمد عقباها ما لم يتم تدارك الموقف قبل فوات الأوان.
فُتحَت الجمجمة.. وبدأ الوقت ينفد. لكن لدى الأطباء الآن في غرفة العمليات طريقة جديدة تُغيّر أساليب علاج الدماغ.
تشير الأبحاث إلى أن الدوبامين هو السبب الحقيقي الذي يجعلنا نفضل مواجهة تحديات كبيرة كسباقات الماراثون أو حل المشاكل الصعبة في بيئة العمل.
صندوق محمد بن زايد يكتشف الجين الوراثي المحوري في توجيه هجرة صقور الشاهين