الحرّ والجفاف والأمراض وغيرها من تأثيرات التغير المناخي تضر بمحاصيل الطماطم بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة.
28 June 2022
ارتفعت درجات الحرارة بشكل رهيب في بداية صيف عام 2021 في منطقة "سنترال فالي" بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، حيث وصلت درجات الحرارة إلى أكثر من 37 درجة مئوية بمعدل أكثر بكثير من المتوسط السنوي. وكان المزارعون قد بدأوا للتو في زرع الطماطم، لكن موجة الحر الرهيب تلك ضربت المنطقة في أسوأ توقيت ممكن، إذ تكون نبتة الطماطم ضعيفة في بدايات حياتها إلى أن تزهر براعمها الصفراء. لذا تتخلى النبتة عن أزهارها لتذبل، حتى الأزهار الملقحة قد تسقط قبل أن تنتج ثمرة طماطم.
"الناس يحبون البيتزا وسوف يستمرون بتناولها على الرغم من أي شيء آخر".
تؤثر حالة الطقس في المحاصيل الزراعية دائمًا، لكن التغير المناخي يزيد المصاعب. فتأثيرات التغير المناخي تشمل موجة الحر المذكورة. لكنها تأتي بأشكال أخرى مثل، الجفاف الذي يقلل الموارد المائية للمزارعين. كما تتيح فصول الشتاء الدافئة توسع رقعة انتشار الحشرات والأمراض نحو الشمال. ويقول "مايك مونتانا"، رئيس "جمعية مزارعي الطماطم" في كاليفورنيا: "في المعتاد، نتعامل مع مشكلة واحدة في وقت واحد. لكننا نشعر الآن بأننا نتعامل مع كومة من المشاكل في وقت واحد". ووصلت هذه التأثيرات إلى ثمرة الطماطم معشوقة الجماهير. بعد موجة حرّ عام 2021، حصد مزارعو كاليفورنيا محاصيل أقل بواقع 10 بالمئة من المتوقع، وقد تبدو هذه النسبة ضئيلة؛ فهذه الولاية الأميركية تُصدّر 90% من الطماطم المخصصة للتعليب في الولايات المتحدة. وتُعد الطماطم المعلبة هي مصدر صلصة البيتزا والكاتشب.
تتصدر الطماطم قائمة الخضراوات المستهلكة في الولايات المتحدة بعد البطاطس. إذ يستهلك الفرد الأميركي حوالى 14 كيلوجرامًا من الطماطم سنويًا، أي ما يوازي 20 بالمئة من حصته الإجمالية من كافة الخضراوات. ويعلق مونتانا: "الناس يعشقون الطماطم". لكن معظم المستهلكين لا يأكلون الطماطم طازجة بل معلبة أو معجونة، أو يأكلونها من على شريحة بيتزا أو في صلصة باستا أو حساء. وتأتي 30 بالمئة من الطماطم المعلبة في العالم من منطقة "سنترال فالي" في كاليفورنيا. ويقول "تابان باثاك"، خبير في الزراعة والمناخ لدى "جامعة كاليفورنيا": " المناخ الكاليفورني فريد. فصول الصيف مشمسة ونادرة الأمطار، وهي بيئة مثالية لنمو الطماطم. فالطماطم لا تحب البلل".
بعد موجة حرّ عام 2021، حصد مزارعو كاليفورنيا محاصيل أقل بواقع 10 بالمئة من المتوقع، وقد تبدو هذه النسبة ضئيلة؛ فهذه الولاية الأميركية تُصدّر 90% من الطماطم المخصصة للتعليب في الولايات المتحدة.
اجتذب المناخ الممتاز وجودة التربة الشركات الزراعية إلى سنترال فالي بهدف زراعة الطماطم في بدايات القرن العشرين. وتم إنشاء مشاريع اتحادية ضخمة للري تنقل المياه من الشمال الرطب إلى الجنوب الجاف. لكن المياه في تناقص، حيث تواجه الولايات الغربية خطر استهلاك المياه بما يفوق الموارد المتاحة. فيما يؤثر التغير المناخي أيضًا في معدلات الأمطار التي تعيد ملء تلك المصادر. ففي العام الماضي حصل المزارعون على كميات أقل من الماء من مصادر حكومة الولاية والمصادر الاتحادية. ويقول "روب دي نابولي"، شريك في "بيانكو نابولي" وهي علامة تجارية ناجحة للطماطم المعلبة: "الطماطم مثل الوقود. يعاني الناس عندما يرتفع سعرها، وينفقون المزيد من المال عليها، لكنهم لا يتوقفون عن شرائها".
لقد أسهم الري بالتنقيط في تقليل كميات المياه اللازمة لري المحاصيل. لذا يعمل العلماء على إنتاج طماطم مُعدلة جينيًا تقاوم الجفاف. تقول الباحثة "سارة سميث": "المزارعون مبتكرون وسوف يتأقلمون. السؤال هو هل نحن [العامة] مستعدون لإنفاق المزيد من المال على الطماطم؟". يجيب "سوتو"، مالك مطعم بيتزا: "الناس يحبون البيتزا وسوف يستمرون بتناولها على الرغم من أي شيء آخر".
في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة خلال الشهر الماضي، استُخدِمَ نحو 100 ألف كرة تنس جديدة، إذ تُستبدَل الكرات بانتظام أثناء المباريات.
يعرض الإصدار الأول من "دليل الاستدامة" توصيات مدعمة من خبراء مقيمين في دولة الإمارات، ويحفز على الممارسات المستدامة في عدة مجالات مثل الأزياء المستدامة والحد من إهدار الطعام والتشجيع على الأنظمة...
مشهد من الأعلى لـ"المدينة المستدامة" في دبي. تحتضن هذه المدينة، النموذج الواقعي لمدن المستقبل، 500 وحدة سكنية، فضلًا عن منشآت ومبانٍ بُنيت لتراعي البيئة وتصونها.