تضم الأعماق المظلمة في نهر ميكونغ أكبر أسماك المياه العذبة على سطح الأرض، منها أسماك الراي العملاقة التي تزن حوالى 181 كيلوجرام.
10 June 2022
ينساب نهر ميكونغ من لاوس إلى جارتها كمبوديا ويمر عبر ضفاف رملية وجزر تغطيها الغابات، لذا يصعب استكشاف أعماقه. تمتد هذه المنطقة من النهر بطول يبلغ حوالى 160 كيلومترًا، وتفقس فيها أكثر من 200 مليار سمكة سنويًا، لتضع هذا النهر في قمة أغنى الأنهار بالأسماك على وجه الأرض. يضم نهر ميكونغ بركًا عميقة تصل إلى نحو 80 مترًا، ويحتضن أكبر أسماك المياه العذبة في العالم، فضلًا عن أنواع أخرى مهددة بالانقراض.
تختبئ هذه الثروة السمكية عن أعين البشر، لكنها ظهرت على السطح مؤخرًا، حيث جذبت الصيادون سمكة الراي "اللاسع العملاق"، يبلغ وزنها حوالى 181 كيلوجرام. وقعت هذه السمكة في شباكهم بالصدفة بعد أن ابتلعت سمكة صغيرة معلقة بطُعم. اتصل الصيادون بفريق إنقاذ ساعدهم في فكها من الطُّعم وقياس وزنها وحجمها، ثم إعادة إطلاقها مجددًا في النهر. تضم قائمة أسماك النهر المهددة بالانقراض السلور العملاق والكارب العملاق. ويؤكد اصطياد سمكة الراي دور البرك العميقة في النهر في الحفاظ على تنوعه الحيوي. وتضم المنطقة كذلك دلافين إيراوادي النادرة وسلاحف عملاقة ذات درع أملس.
يقول "زيب هوغان"، الذي درس الأسماك الضخمة في نهر ميكونغ لفترة طويلة، وهو عالم الأحياء السمكية لدى "جامعة نيفادا": "هذا هو آخر مكان على سطح الأرض تتواجد فيه هذه المخلوقات معًا". قاد هوغان، وهو مستكشف من ناشيونال جيوغرافيك، بعثة علمية في المنطقة. واصطحب فيها مستكشفين آخرين من ناشيونال جيوغرافيك، هما "كيني برود"، غواص الكهوف وعالم البيئة والأنثروبولوجيا في "جامعة ميامي"، و"كاكاني كاتيغا"، باحث متخصص في أعماق البحار. أنزل الفريق في محاولته الأولى لاستكشاف أعماق النهر معدات تتضمن الإضاءة والكاميرات. وثبتوا الطعوم على الكاميرات لاجتذاب المخلوقات المرصودة. كما فحص الفريق عينات الحمص النووي للتعرف إلى الأنواع النادرة الموجودة في النهر.
يُعد نهر ميكونغ موقعًا حيويًا مهمًا يضم أكثر من ألف نوع من الأسماك، كما ويعد النهر مصدر رزق وغذاء لعشرات الملايين من سكان المنطقة. يدرك العلماء منذ زمن طويل الأهمية الحيوية لهذه المنطقة، لكن فيضان النهر خلال الأمطار الموسمية يُصعب دراسته، خصوصًا البرك العميقة في كمبوديا؛ لذا أصبح استكشاف هذه المنطقة من النهر أولوية علمية في السنوات الماضية، حيث يواجه النظام البيئي في النهر ضغوطًا متعددة. ولقد وثق علماء البعثة على كاميراتهم أدلة لوجود تلوث بلاستيكي وشباك صيد مهجورة تعلق فيها الأسماك. كما ويهدد التغير المناخي النهر، حيث انخفضت مستويات النهر وتأثر ببناء سد يتحكم مشغلوه بتدفق النهر بحسب احتياجاتهم هم، وليس حسب النظام الحيوي.
شاهد فريق الباحثين خلال زيارته معدات تقنية في الموقع المُقرر لإنشاء السد، تثبت القيام بدراسات مسج جيولوجي تمهيدًا لأعمال الإنشاء.
تدير المجتمعات المحلية محميات يُمنع فيها الصيد، لكن الصيد الجائر واستخدام سبل محظورة للصيد -منها الصيد بالكهرباء- في باقي أجزاءه يشكل تهديدًا للحياة الطبيعية فيه. إذ تشير مصادر صحافية إلى نية الحكومة الكمبودية إنشاء سد عملاق لتوليد الكهرباء في منطقة قريبة من البرك العميقة. وقد شاهد فريق الباحثين خلال زيارته معدات تقنية في الموقع المُقرر لإنشاء السد، تثبت القيام بدراسات مسج جيولوجي تمهيدًا لأعمال الإنشاء. وفي حال أُنشئ ذلك السد سيتأثر النظام الحيوي، الضعيف أصلًا، في النهر. يقول هوغان: "سوف يدمر ذلك مصائد الأسماك والتنوع الحيوي ومصادر أرزاق السكان"، لكن "شيا سيلا"، مديرة برنامج توعوي عملت مع المجتمعات المحلية تقول بأن سلوك الصيادين حيال حماية الأسماك الضخمة تغير مؤخرًا بفضل البرامج التوعوية. وتضيف سيلا: "يخشى الصيادون الذهاب للسجن إذا أبلغوا عن اصطياد سمكة عملاقة. لكننا تواصلنا معهم وشجعناهم على التواصل معنا في تلك الحالات. لذا فإنني واثقة بأن سمكة الراي اللاسع لن تكون الأخيرة التي نطلق سراحها".
في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة خلال الشهر الماضي، استُخدِمَ نحو 100 ألف كرة تنس جديدة، إذ تُستبدَل الكرات بانتظام أثناء المباريات.
يعرض الإصدار الأول من "دليل الاستدامة" توصيات مدعمة من خبراء مقيمين في دولة الإمارات، ويحفز على الممارسات المستدامة في عدة مجالات مثل الأزياء المستدامة والحد من إهدار الطعام والتشجيع على الأنظمة...
مشهد من الأعلى لـ"المدينة المستدامة" في دبي. تحتضن هذه المدينة، النموذج الواقعي لمدن المستقبل، 500 وحدة سكنية، فضلًا عن منشآت ومبانٍ بُنيت لتراعي البيئة وتصونها.