بسبب طبيعة الأخطبوط الفضولية، يتوقع العلماء أن يعاني هذا الكائن شديد الذكاء بشكل كبير في الأسر إلى الحد الذي يجعله يلتهم بعضه بعضًا أو يؤذي نفسه حتى الموت.
1 مارس 2022
شجع الطلب المتزايد على تجارة رأسيات الأرجل شركة استزراع مائي على المضي قدمًا في خططها لافتتاح أول مزرعة أخطبوط في العالم خلال العام المقبل. في الوقت ذاته، تواجه شركة "نويفا بيسكانوفا" الإسبانية هجومًا كبيرًا من قبل علماء البيئة ومؤسسات الرفق بالحيوان نتيجة هذه الخطة.
تسبب الطلب المتزايد على الأخطبوط في ارتفاع رحلات الصيد الجائر التي تستهدف هذا الحيوان البحري، ومن ثم ارتفاع سعره في الأسواق العالمية؛ إذ تفيد بعض الإحصائيات أن حوالى 350 ألف أخطبوط يتم اصطياده كل عام؛ أي 10 مرات أكثر مما كان عليه الحال في خمسينيات القرن الماضي. وفي منطقة "غاليسيا" -الواقعة على الساحل الشمالي الغربي في إسبانيا- يُعد الأخطبوط ملك أطباق المأكولات البحرية، وهو ما يجعل الصيادون المحليون يتنافسون في سوق عالمي من المتوقع أن يشهد تداول ما يقرب من 630 ألف كيلوجرام من الأخطبوط بحلول عام 2025. مؤخرًا، برزت فكرة زراعة الأخطبوط بشكل متزايد لتصبح أكثر جاذبية في هذا السوق التنافسي.
يشكك العلماء في وجود أي فائدة بيئية من استزراع الأخطبوط، بل على العكس تمامًا؛ إذ ستؤدي مزرعة الأخطبوط المزمع إنشائها -من لدن الشركة الإسبانية- إلى قتل مليون أخطبوط من أجل الغذاء كل عام. كما يؤكد دعاة الحفاظ على النظم البيئية أن استزراع الأخطبوط هو تجربة غير مستدامة تمامًا بوصفها "غير إنسانية"، إذ سيؤدي إقامة المزارع إلى مزيد من الضغط على محيطات العالم، واستنزاف أعداد الأسماك التي سيتم اصطيادها بغرض إطعام الأخطبوطات في الأسر. فضلًا عن أن الأخطبوط يتميز بسلوكيات معقدة للغاية مثل، استخدام الأصداف للتمويه والاختباء من المفترسات أو شباك الصيادين، كما أنه قادر على تعلم المَهام المحددة بسرعة من خلال الملاحظة وحدها، ويمتلك 500 مليون خلية عصبية ما يجعله ذكيًا مثل، الكلاب أو طفل في الثالثة من عمره. كما أنه يمتلك 3 قلوب وتصل سرعته القصوى إلى 43 كيلومترًا في الساعة، وبالإضافة إلى دماغه الكبيرة التي تشبه الكعكة، وفي كل ذراع دماغ صغير؛ لذا يُعد هذا الكائن اللافقري من أكثر الكائنات ذكاءً في العالم. وقد اعترفت المملكة المتحدة بالأخطبوط على أنه من "الكائنات الواعية" بعد مراجعة مستقلة لـ 300 دراسة علمية أجرتها "كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية". إذ قدمت المراجعة أدلة دامغة على أن الأخطبوط قادر على الشعور بالألم وكذلك الإثارة والسرور. وبسبب طبيعته الفضولية، يتوقع العلماء أن يعاني بشكل كبير في الأسر إلى الحد الذي يجعله يلتهم بعضه بعضًا أو إيذاء نفسه حتى ينتهي به الأمر إلى الموت. ولهذا السبب تراعي بعض البلدان -بما في ذلك المملكة المتحدة- الأخطبوط، وتمنحه نفس الحماية الممنوحة للفقريات ومنها، عدم الخضوع لأي اختبارات طبية دون تخدير.
يؤكد دعاة الحفاظ على النظم البيئية أن استزراع الأخطبوط هو تجربة غير مستدامة تمامًا بوصفها "غير إنسانية"، إذ سيؤدي إقامة المزارع إلى مزيد من الضغط على محيطات العالم، واستنزاف أعداد الأسماك التي سيتم اصطيادها بغرض إطعام الأخطبوطات في الأسر.
يستنكر علماء البيئة أيضًا الطريقة التي تُستخدم لقتل الأخطبوط مثل، ضرب رأسه بالهراوات، وقطع أدمغته بدون مخدر، أو خنقه في شباك الصيد. كما أن شركة "نويفا بيسكانوفا" لم تفصح عن كيفية قتل الأخطبوط قبل بيعه للمستهلكين. وبشكل عام يستمر الاستزراع المائي وهو ما يثير المزيد من المخاوف بيئية. وعلى الرغم من التحسينات الكبيرة على مدى العقدين الماضيين، لا تزال هذه الصناعة مصدرًا للآفات والملوثات وانبعاثات غازات الدفيئة.
ويشير المدافعون عن فكرة الاستزراع المائي إلى أن الصيد الجائر قد تسبب خلال العقود الماضية في انهيار العديد من مصائد الأخطبوط البرية، ما يجعل فكرة الاستزراع كفيلة بتلبية الطلب المتزايد على الأخطبوط دون المساس بأعداده في بحار العالم؛ خاصة وأن تجربة الاستزراع قد لاقت نجاحًا مع بعض الكائنات البحرية الأخرى مثل السلمون والبلطي، لكن الأخطبوط ظل بعيد المنال.
المصدر: sciencealert, رويترز.
تَعرض كاتبةٌ مصابة بعمى الوجوه تأملاتها بشأن التنقل وسط عالم مليء بالغرباء الودودين.
قبل أكثر من 5000 سنة، شرع الصناع الحِرَفيون في جزر "سيكلادس" اليونانية في نحت تماثيل رخامية صغيرة لنساء عاريات بأذرع مطوية وشعر مجعد وعيون محدقة واسعة.