تزاوج غريب: تمتلك بزاقة البحر من نوع (Siphopteron makisig) أعضاء تناسلية أنثوية وقضيبًا ذكريًا ذا شِقّين.
تبدو بزاقة البحر من نوع (Siphopteron makisig) في موطنها الأصلي داخل مياه المحيط، رفيعة وهشة مثل شظية زجاج ملون. لكنها في الواقع آلة تزاوج مزدوجة، على غرار الزوج في الصورة الظاهرة أعلاه. فهذه البزاقة، شأنها كشأن جلّ الرخويات البحرية، خنثى؛ إذ تمتلك العضو التناسلي الذكري والأنثوي كليهما وتستخدمها في الوقت نفسه أثناء عملية التناسل. ولكنها على خلاف البزاقات الأخرى، تتوج هذه العملية بطعنات متبَادَلة مُحكَمة على نحو غير معتاد. يبدأ التناسل بصورة طبيعية إلى حد ما: إذ تقذف إحدى البزاقتين السائل المنوي بواسطة القضيب لتخصيب البويضات النامية في الجزء الأنثوي لكليهما. في الواقع، هي تفعل ذلك بنصف قضيبها فقط؛ إذ إن له شقين: أحدهما ينقل السائل المنوي بطرفه المنتفخ، والآخر مجهَّز بطرف حاد يشبه الإبرة (ويسمى أحيانًا العضو التناسلي المحقني تحت الجلد). أثناء عملية التناسل، تطعن كل بزاقة الأخرى بإبرتها التي تفرز سائل البروستاتا الذي يرجَّح أنه يحمل هرمونات. تقول خبيرة بيولوجيا التطور، "رولاندا لانغ"، إن هذا السائل قد "يزيد من خصوبة السائل المنوي لبزاقة البحر، أو يثبط ذاك الذي قذفه شركاء تزاوج سابقون". عندما تطعن البزاقات الأخرى شركائها أثناء عملية التناسل (وتُعرف العمليةُ أيضًا باسم الإمناء الصادم)، فإنها تستهدف أجزاء مختلفة من الجسم. ولكن دراسة شاركت "لانغ" في تأليفها، أثبتت أن ما تفعله بزاقة البحر من نوع (Siphopteron makisig) هو "أول مثال معروف" لحيوان يطعن شريكه التناسلي بين عينيه.. ربما لتحفيز الجهاز العصبي المركزي على النحو الأمثل.
يعكف الباحثون على إيجاد حلول جذرية لحماية هذه الأنواع التي لا نفهمها حَقَّ الفهم.
ظللتُ وأنا أعمل بمجال صون النسور في كينيا، أمنّي النفس بزيارة "منتزه غورونغوسا الوطني" في موزمبيق، الشهير بنجاحاته المثيرة في استعادة الحياة البرية وانتعاشها من جديد.
في تاريخ شبه الجزيرة العربية، ينبض نظام الحمى كواحد من أقدم نماذج الاستدامة التي عُرفت في المنطقة، حيث يربط بين الإنسان وبيئته بروابط عميقة تُظهر احتراماً متبادلاً.