لطالما اعتبرت الشعاب المرجانية واحدة من أقدم وأهم الخسائر البيئية للاحترار العالمي.
7 فبراير 2022
في بحث جديد نُشر في مجلة "PLOS Climate"، وجد الباحثون أن مستقبل هذه النظم البيئية الاستوائية -التي يُعتقد أنها تؤوي أنواعًا أكثر من أي نوع آخر- ربما يكون أسوأ مما كان متوقعًا؛ إذ يتسبب تغير المناخ في زيادة تواتر موجات الحر البحرية في جميع أنحاء العالم. وقد تكيفت الشعاب المرجانية لتعيش في نطاق درجة حرارة معينة، لذلك عندما ترتفع درجات حرارة المحيط لفترة طويلة، يُمكن للشعاب المرجانية أن تبيض، أي تفقد الطحالب الملونة التي تعيش داخل أنسجتها وتغذيها عن طريق التمثيل الضوئي وقد تموت في نهاية المطاف.
عبر المناطق المدارية، تحولت أحداث التبييض الشامل من كونها نادرة إلى ظاهرة منتظمة إلى حد ما مع ارتفاع درجة حرارة المناخ؛ إذ تعني موجات الحرارة الأكثر تواترًا أن الوقت الذي يتعين على الشعاب المرجانية التعافي منه أصبح أقصر. وفي تقرير نُشر عام 2018، توقعت الهيئات الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن ارتفاع 1.5 درجة مئوية من شأنه أن يتسبب في اختفاء ما بين 70 و 90 بالمئة من الشعاب المرجانية في العالم. الآن، مع النماذج القادرة على فحص الاختلافات في درجات الحرارة بين الشعاب المرجانية على بعد كيلومتر واحد، وجد العلماء أنه عند 1.5 درجة مئوية من الاحترار -والذي من المتوقع أن يصل إليه العالم في أوائل 2030 دون اتخاذ إجراءات جذرية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري- فإن 99 بالمئة ستواجه الشعاب المرجانية موجات حارة متكررة. ما يتسبب في كارثة لآلاف الأنواع التي تعتمد على الشعاب المرجانية، فضلًا عن ما يقارب من مليار شخص تعتمد سبل عيشهم وإمداداتهم الغذائية على التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية. كما يُمكن أن يؤثر الإجهاد الحراري لموجة الحر على الشعاب المرجانية في منطقة جغرافية ضخمة، مثل الحاجز المرجاني العظيم الشمالي بأكمله أو الأرخبيل مثل جزر المالديف.
تسببت موجة الحر البحرية في عامي 2015 و 2016 في حدوث تبيض واسع النطاق في كل من المحيط الهادي والأطلسي و الهندي.
يأمل العلماء أن تضمن الظروف المحلية درجات حرارة مناسبة للشعاب المرجانية في المستقبل، حتى عندما تكون المناطق المحيطة دافئة. فقد تكون هذه الظروف ممكنة بسبب ارتفاع المياه إلى السطح، حيث يتم جلب الماء البارد إلى السطح، أو التيارات البحرية القوية. كما يُمكن إعطاء الأولوية لما يسمى بالملاجئ، والتي ستوفر للشعاب المرجانية فرصة أكبر للبقاء. لكن من الصعب العثور على هذه الملاجئ، حيث من المحتمل أن تكون صغيرة. كما أنه مع 1.5 درجة مئوية من الاحترار العالمي فوق مستويات ما قبل الصناعة، لم يتبق سوى 0.2 بالمئة من هذه الملاجئ. عند درجة حرارة تبلغ درجتين مئويتين، ومن ثم لن تكون هناك ملاذات آمنة من الحرارة للشعاب المرجانية.
الاحترار العالمي البالغ 1.5 درجة مئوية هو الحد الأدنى الذي كان قادة العالم يطمحون إلى الحفاظ عليه عندما وقعوا اتفاقية باريس عام 2015.
بالنسبة للشعاب المرجانية، لا يوجد حد آمن للاحترار العالمي. بالنظر إلى المعدل الذي يتزايد به متوسط درجة الحرارة العالمية، فمن المرجح أن تصبح موجات الحرارة البحرية متكررة لدرجة أن معظم الشعاب المرجانية في العالم ستواجه إجهادًا حراريًا بشكل منتظم. وقد شهدت معظم الشعاب المرجانية بالفعل حدثًا واحدًا على الأقل من هذا القبيل خلال هذا العقد.
الشعاب المرجانية هي حيوانات صغيرة تشبه الزوائد اللحمية وتشكل مستعمرات من الآلاف عن طريق إفراز هيكل عظمي من كربونات الكالسيوم وتنمو الشعاب المرجانية ببطء، لذا فإن تعافيها بعد التبييض والنفوق قد يستغرق وقتًا طويلاً ويمكن أن يعوقه التلوث والصيد الجائر.
لا تتعرض جميع المناطق للتوتر في نفس الوقت الذي لا تكون فيه موجات الحر عالمية، ولا يتم تبييض جميع الشعاب المرجانية. إذ إن بعض أنواع الشعاب المرجانية أكثر قدرة على التكيف مع درجات الحرارة القصوى من غيرها بسبب شكل نموها أو نوع الطحالب داخل أنسجتها. ومع ذلك، من المحتمل أن يؤثر حجم وتواتر موجات الحرارة المتوقعة في هذه الدراسة على أنواع الشعاب المرجانية المقاومة، ما يشير إلى أن العالم سيفقد معظم التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية. لذا من المرجح أن تبدو الشعاب المرجانية في المستقبل مختلفة تمامًا عن النظم الإيكولوجية الملونة والمتنوعة التي نعرفها اليوم.
المصدر: Sciencealert
تصميم معماري قديم وبوابة ذات طراز عربي أصيل.. يُعد "مسجد المطوع" واحدًا من أقدم المساجد بمدينة "خورفكان" في الإمارات، إذ يبلغ عمره حوالى 500 عام.
وجهة علاجية عالمية في مصر.. تشتهر "واحة سيوة" بوصفها إحدى الوجهات السياحية الشهيرة، حيث الراحة والعزلة وسط الآثار الفرعونية، وبساتين النخيل العامرة، فضلًا عن برك المياه المالحة.
أشبه ما تكون بأغصان شجرة تشق طريقها إلى السماء.. لقطة في غاية الروعة تُظهر جمال التفرعات النهرية لدى "خور الزبير" في مدينة البصرة.