ماذا فعل الجبل الجليدي A68 في القارة القطبية الجنوبية المنكوبة؟

حتى مع اختفاء الجبل الجليدي في البحر، قد لا تنتهي التأثيرات على جزيرة جورجيا الجنوبية والحياة البحرية المحيطة نظرًا لأن A68a ألقى بالمياه العذبة في البحر المالح حول الجزيرة.الصورة: ESA/SENTINEL-1

ماذا فعل الجبل المنهك بأنتاركتيكا؟

عندما انفصل الجبل الجليدي "إيه-68" من الجرف الجليدي "لارسن سي" في يوليو عام 2017 ، كان مساحته تكفي لاستيعاب الأحياء الخمس في مدينة نيويورك خمس مرات.

1 فبراير 2022

بعد أن انطلق أكبر جبل جليدي في العالم من شبه جزيرة أنتاركتيكا في يوليو عام 2017، انجرف شمالًا في مسيرة موت استمرت ثلاث سنوات، وألقى بكميات كبيرة من المياه الذائبة في البحر. الآن، تكشف دراسة جديدة للجبل الجليدي المنهك المسمى "إيه-68" مقدار المياه المفقودة بالفعل، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على النظام البيئي المحلي للأجيال القادمة.

عبر استخدام ملاحظات خمسة أقمار صناعية، قام مؤلفو الدراسة بحساب مقدار تغير مساحة الجبل الجليدي وسمكه أثناء انجرافه شمالًا عبر بحر "ويدل" في أنتاركتيكا وإلى المياه الدافئة نسبيًا لبحر "سكوتيا". هناك، بينما بدا أن البرج يتجه نحو تصادم مباشر مع جزيرة جورجيا الجنوبية، فقد الجبل الجليدي "إيه-68" أكثر من 152 مليار طن (138 مليار طن متري) من المياه العذبة في ثلاثة أشهر فقط، وهي كتلة تعادل حجمًا غير معقول من المياه. إذ يمكن أن تملأ أكثر من 60 مليون حمام سباحة بالحجم الأولمبي، وفقًا لمؤلفي الدراسة. تقول "براكمان فولجمان"، الباحثة لدى "مركز المراقبة والنمذجة القطبية" في المملكة المتحدة: "نظرًا لأن الجبل الجليدي [إيه-68"] سلك طريقًا مشتركًا عبر ممر [دريك]، نأمل في معرفة المزيد عن الجبال الجليدية التي تتخذ مسارًا مشابهًا، وكيفية تأثيرها على المحيطات القطبية".

عندما انفصل الجبل الجليدي "إيه-68" من الجرف الجليدي "لارسن سي" في شمال القارة القطبية الجنوبية في يوليو 2017 ، كان مساحته تبلغ نحو 6000 كيلومتر مربع، وهي مساحة كبيرة بما يكفي لاستيعاب الأحياء الخمس في مدينة نيويورك خمس مرات. صُنف الجبل على أنه سادس أكبر جبل جليدي تمت ملاحظته على الأرض، وأكبر جبل جليدي يطفو عبر المحيط خلال فترة حياته البالغة 3.5 سنوات. واصطدم الجبل ببحر "ويدل" البارد لمدة عامين تقريبًا، متحركًا شمالًا. وعندما انجرف شمالًا إلى بحر "سكوتيا"، بدأت خسارة الكتلة الحقيقية. في تلك المنطقة، زاد معدل ذوبان الجبل الجليدي بنحو ثمانية أضعاف، إذ اندفعت المياه الدافئة نسبيًا عند قاعدة الجبل الجليدي وحوافه. ولمدة ثلاثة أشهر -بين نوفمبر 2020 ويناير 2021- وصل الجبل الجليدي إلى ذروة معدل ذوبانه، إذ فقد أكثر من 150 مليار طن (136 طنًا متريًا) من الجليد في تلك الفترة.

وقد خشي العلماء من أن الجبل الجليدي الضخم سيصطدم وجهًا لوجه بجزيرة جورجيا الجنوبية، وهي أرض بريطانية عبر البحار تضم أعدادًا كبيرة من البطاريق والفقمات. إذ إن الحيوانات غير المحظوظة قد تم سحقها حتى الموت في التصادم، في حين أن عددًا لا يحصى من الحيوانات الأخرى قد أضاع طريق الوصول إلى طرق التغذية العادية والبحث عن الطعام. لكن لحسن الحظ، لم يصل الجبل أبدًا إلى اليابسة بالقرب من الجزيرة. ومع ذلك، فقد ضعف الجبل كثيرًا في تلك المرحلة و بحلول أواخر ديسمبر 2020، بدأ الجبل الجليدي في التصدع، ما قلل بشكل أكبر من الخطر على الحيوانات في جنوب جورجيا.

ووفقًا لمؤلفي الدراسة، فإنه مع اختفاء الجبل الجليدي في البحر، قد لا تنتهي التأثيرات على جزيرة جورجيا الجنوبية والحياة البحرية المحيطة، و نظرًا لأن الجبل "إيه-68" ألقى بالمياه العذبة في البحر المالح حول الجزيرة، وألقى أيضًا بالعناصر الغذائية التي يمكن أن تعزز الإنتاج البيولوجي؛ ربما يؤدي ذلك إلى تغيير أنواع العوالق التي تزدهر هناك. يؤكد الباحثون أن هذا الأمر قد يكون له تأثيرات واسعة النطاق على السلسلة الغذائية المحلية، على الرغم من أنه لم يتم بعد رؤية ما إذا كان ذلك سيكون إيجابيًا أم سلبيًا على المدى الطويل.

المصدر: livescience

استكشاف

عيــن تَرقُب السماء

عيــن تَرقُب السماء

في ولاية ويسكونسن، عاود أكبر تليسكوب كاسر للضوء في العالم فتح أبوابه أمام الزوار.

حياة أخـرى.. متخيلــة

استكشاف

حياة أخـرى.. متخيلــة

ترى إحدى الكاتبات أن ناشيونال جيوغرافيك كانت بمنزلة بوابة الطفولة إلى ما يتيحه عالمنا من إمكانيات لا نهاية لها. وكانت أيضًا مصدر إلهام لكتابها الأخير.

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

استكشاف

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

وُهِبنا في هذه الحياة، نحن البشر وسائر المخلوقات الأخرى، أشياء مجانية كثيرة؛ لعل من أبرزها ضوء الشمس. ولكن هل تساءل أحدٌ منّا يومًا عمّا سيحدث لو أن الشمس اختفت من حياتنا؟