تلقي السلاحف البحرية بيضها بأعداد متزايدة في تايلاند منذ بدء جائحة "كوفيد-19"، فيما يكافح العلماء مع بدء موسم التعشيش للحفاظ على هذه الأنواع المهدّدة بالانقراض.
26 ديسمبر 2021
حفرت سلحفاة بحرية عشاً على شاطئ مهجور في جنوب تايلاند، ووضعت مئة بيضة لونها مائل إلى الأبيض قبل أن تغطّيها بالرمال وتلقيها في بحر أندامان. لكن لن تعود السلحفاة الخضراء التي رُصدت في جزيرة كوه ماي تون قرب مدينة فوكيت (جنوب) لرؤية بيضها. ستفقس هذه البيوض في غضون شهرين تقريباً وستنزلق السلاحف الصغيرة نحو البحر مسترشدة بضوء القمر. أما فرص بقائها على قيد الحياة فهي منخفضة للغاية.
تعيش خمسة أنواع من السلاحف البحرية في المياه الدافئة التي تغمر تايلاند، وتشمل سلاحف المحيط الجلدية الظهر، والسلاحف الخضراء، واللجأة الصقرية المنقار، ولجأة ردلي الزيتونية، والسلاحف الضخمة الرأس. ويقول مدير مركز فوكيت لعلم الأحياء البحرية "كونغيات كيتيواتانا: "لقد تحسنت نسبة الإباضة خلال العامين الماضيين بفضل غياب السياح والتلوثين السمعي والضوئي". وكان المنتجع الساحلي يستقبل ملايين الزوار قبل الأزمة، ما تسبّب في عوامل عدة مضرّة بالسلاحف، بينها البناء المفرط على السواحل أو كثرة الزوارق السريعة.ثم توقّف كل شيء لأشهر عدّة، فاستعادت الطبيعة دورتها في كل مكان.
وعُثر بين أكتوبر 2020 وفبراير 2021 على 18 عشاً في فوكيت تابعاً لسلاحف المحيط الجلدية الظهر، وهي أكبر نوع من السلاحف البحرية، ويبلغ وزنها عندما تصبح بالغة 400 كيلوغرام. يقول "كونغيات بحماسة": "لم نر مثل هذا الرقم منذ 20 عاماً".كذلك رُصِد عشّ تابع للجأة ردلي الزيتونية، هو الأول منذ 20 عاماً. ولوحظ في الهند والفيليبين والولايات المتحدة، ظاهرة مماثلة. لكن مع فتح تايلاند أبوابها بخجل أمام السياحة، قلّل العلماء من تفاؤلهم. يشير "تون تامرونغناواساوات" من جامعة كاسيتسارت في بانكوك إلى أن "الوباء قد يوفر للسلاحف البحرية استراحة صحية".لكن هذه الكائنات لها عمر طويل يصل إلى نحو 100 عام لدى بعض الأنواع. يقول "تامرونغناواساوات": "لا يُتوقع أن يكون لأزمة كوفيد-19 تأثير حقيقي طويل المدى عليها ما لم تتوافر سياسة فاعلة لحمايتها".
في تايلاند، كما هو الحال في عدد كبير من البلدان، يشكّل الاحترار المناخي الذي يضر بالشعب المرجانية تهديداً لمستقبل السلاحف البحرية، ويؤثر على إباضة الجنسين: كلما زادت حرارة العش، زاد عدد الإناث التي تفقس، وهذا قد يؤدي إلى خلل في التوازن. وتبقى القمامة البحرية السبب الرئيس للمرض والوفاة. يقول "باتشارابورن كايونغ" من مركز فوكيت للأحياء البحرية "في 56% من الحالات، ابتلعت السلاحف التي أُحضرت إلينا نفايات بحرية أو أصبحت محاصرة فيها". إذ تُعالج حاليًا في المركز 58 سلحفاة، ينبغي أن يخضع عدد منها لعمليات جراحية، وعدد آخر للبتر والتجهيز بأطراف اصطناعية قبل إطلاقه في البحر.
في الوقت الحالي، يقف العلماء والسلطات المحلية في حال تأهب قصوى خلال موسم التعشيش، الذي يستمر حتى شهر فبراير.
يتدخّل عناصر الأجهزة المختصة عند رصد عش. فإذا وضعت السلحفاة بيضاً قريباً جدّاً من المياه، يكون البيض معرّضًا للخطر، ينقلونه إلى مكان آمن. أما في حال العكس، فتُحمى الأعشاش بأسوار من الخيزران وتُنظّم دوريات لمراقبتها. يقول "كايونغ": "بعد الفقس، نعتني بالسلاحف الضعيفة حتى تصبح قوية بما يكفي للذهاب إلى البحر". ويثبّت الفريق كاميرات قرب الأعشاش لتثقيف السكان المحليين حول الأمر. ولعقود قليلة ماضية، كان تناول البيض ممارسة شائعة في بوكيت. ومُنع جمعه منذ عام 1982، ولم تتوقف المملكة عن تشريع قوانين أكثر صرامة. إذ يُعاقب أي شخص يحوز بشكل غير قانوني بيض السلاحف الجلدية الظهر أو يبيعها بالسجن بين ثلاث سنوات و15 عاماً وبغرامة تتراوح بين عشرة آلاف وخمسين ألف دولار. كما تكافئ منظمات غير حكومية ماديًا السكان المحليين الذين يبلّغون عن وجود عش. ويعتمد المتخصصون في حماية البيئة تقنيات جديدة لمراقبة هذه الحيوانات، من بينها نظام الأقمار الاصطناعية والشرائح الالكترونية.
المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة خلال الشهر الماضي، استُخدِمَ نحو 100 ألف كرة تنس جديدة، إذ تُستبدَل الكرات بانتظام أثناء المباريات.
يعرض الإصدار الأول من "دليل الاستدامة" توصيات مدعمة من خبراء مقيمين في دولة الإمارات، ويحفز على الممارسات المستدامة في عدة مجالات مثل الأزياء المستدامة والحد من إهدار الطعام والتشجيع على الأنظمة...
مشهد من الأعلى لـ"المدينة المستدامة" في دبي. تحتضن هذه المدينة، النموذج الواقعي لمدن المستقبل، 500 وحدة سكنية، فضلًا عن منشآت ومبانٍ بُنيت لتراعي البيئة وتصونها.