كانت القارة القطبية الجنوبية أكثر دفئًا خلال حقبة الدهر الوسيط عما هي عليه اليوم، وكان بها غابة مطيرة معتدلة تعج بالديناصورات وأشكال الحياة القديمة الأخرى.
13 ديسمبر 2021
تشتهر القارة القطبية الجنوبية، خامس أكبر قارة، بطيور البطريق والجروف الجليدية الضخمة المتراصة. لكن هذه الرقعة المجمدة في قاع العالم لم تكن دائمًا منعزلة للغاية، إذ كانت ذات يوم جزءًا من قارة عظمى أكبر.
تعد القارة القطبية الجنوبية أكبر كتلة جليدية على الأرض، وتغطي أكثر من 5.4 مليون ميل مربع (14 مليون كيلومتر مربع) كما تكشف صخور القارة القطبية الجنوبية المخفية تحت الجليد عن التاريخ الديناميكي للقارة.
يقول " ليبي إيفز"، استاذ علوم الأرض في جامعة ويسكونسن- ميلووكي: "القارة القطبية الجنوبية مثلها مثل أي قارة أخرى، بها مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية مثل سلاسل الجبال والوديان والسهول التي تشكلت جميعها من خلال تاريخها الجيولوجي، ولا يزال الكثير من هذا التاريخ الجيولوجي لغزًا لأن أقل من 1٪ من القارة به صخور مكشوفة يمكن أن تساعدنا في سرد هذه القصة."
العديد من الصخور المكشوفة في القارة القطبية الجنوبية هي جزء من جبال ترانسانتاركتيك التي يصل ارتفاعها نحو 4500 متر، أي أعلى من جبال روكي في أميركا الشمالية. كما تنقسم القارة الشاسعة إلى قسمين: الشرق والغرب. من بين ما يمكن للجيولوجيين تجميعه معًا، فإن شرق القارة القطبية الجنوبية عبارة عن كراتون، وهي كتلة قارية قديمة من قشرة الأرض والوشاح العلوي يتكون من الصخور النارية والرسوبية والمتحولة، والتي يبلغ عمر بعضها أكثر من 3 مليارات سنة، كما يقول "آيفز". على النقيض من ذلك، فإن غرب القارة القطبية الجنوبية صغيرة نسبيًا وتتكون في الغالب من الصخور البركانية التي تم تشكيلها في حلقة النار النشطة تكتونيًا في الوقت الذي بدأت فيه القارة العملاقة جندوانا في التفكك خلال العصر الجوراسي (201.3 مليون إلى 145 مليون سنة).
تشكلت جندوانا منذ نحو 600 مليون سنة خلال أواخر فترة الإدياكاران، قبل وجود بانجيا. وعندما انقسمت بانجيا إلى قطعتين هائلتين، مع شبه القارة العملاقة لوراسيا في الشمال وجندوانا في الجنوب. منذ نحو 180 مليون سنة، بدأت جندوانا التي تضم أجزاء من القارة القطبية الجنوبية الحديثة، وإفريقيا، وأستراليا، والهند، وأميريكا الجنوبية، إذ تتطابق الصخور البازلتية الموجودة على الحافة الشرقية للقارة القطبية الجنوبية مع تلك الموجودة في جنوب إفريقيا، والتي تمثل الكسور المبكرة في جندوانا.
وجدت دراسة النمذجة لعام 2006 أن القارة القطبية الجنوبية كانت أكثر دفئًا خلال حقبة الدهر الوسيط (252 مليون إلى 66 مليون سنة) عما هي عليه اليوم، وكان بها غابة مطيرة معتدلة تعج بالديناصورات وأشكال الحياة القديمة الأخرى خلال العصر الطباشيري. في الواقع، كان بمثابة ممر جنوبي رئيسي لعشرات الملايين من السنين، ظلت أميركا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية وأستراليا متصلة ببعضها البعض، ما سمح للنباتات والحيوانات بالانتقال عبر امتدادها الكبير. على سبيل المثال، تُظهر الأدلة الأحفورية أن الجرابيات، التي نشأت في أميركا الشمالية منذ 125 مليون سنة على الأقل، تحركت جنوبًا إلى أميريكا الجنوبية وشرقًا عبر القارة القطبية الجنوبية قبل أن تصل في النهاية إلى أستراليا قبل 55 مليون سنة على الأقل.
يتساءل "مات لامانا"، عالم الحفريات الفقارية في متحف كارنيجي للتاريخ الطبيعي في بيتسبرغ: هل هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها زرع مياه البحر بين كتلتين أرضيتين متجاورتين سابقًا؟ حتى لو كان لا يزال بإمكان الأنواع الحية البرية التفريق بينهما بسهولة؟ أم أنه عندما أصبح ذلك المحيط واسعًا وعميقًا للغاية أصبح التشتت صعبًا للغاية؟. توصلت أحدث الأبحاث إلى أن ممر دريك، بين القارة القطبية الجنوبية وأميركا الجنوبية، وبوابة تاسمان، بين القارة القطبية الجنوبية وأستراليا، قد افتُتح تمامًا عندما تحول عصر الإيوسين إلى عصر أوليجوسين قبل نحو 34 مليون سنة وفق "لامانا".
عند التمزق النهائي، تقدمت أستراليا إلى الشمال، بينما بدأت القارة القطبية الجنوبية في الانجراف جنوبًا. مع فتح ممر دريك وبوابة تسمانيا بين القارات، سُمح للمياه الباردة بالتدفق المستمر حول القارة القطبية الجنوبية، وعزلت القارة عن التيارات المحيطية الدافئة، وبدأت القارة القطبية الجنوبية تتجمد.
تلعب القارة القطبية الجنوبية اليوم دورًا أساسيًا في نظام مناخ الأرض. إذ تعكس الصفائح الجليدية الضخمة التي تغطي القارة ضوء الشمس القادم، ما يحافظ على برودة القارة. مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب تغير المناخ، سوف يذوب الغطاء الجليدي، ما يؤدي إلى تعريض المزيد من الصخور للدراسة ولكنه سيؤدي إلى استمرار احترار الكوكب.
تمتد الصفائح الجليدية على اليابسة أيضًا فوق المياه المجاورة، مثل المحيط الجنوبي وبحر ويديل وبحر روس، ما يشكل رفوفًا جليدية تتفكك أحيانًا. ومع تحرر المزيد من الجليد، سوف يذوب، مضيفًا كميات هائلة من المياه العذبة إلى محيطات الأرض. اليوم، يدرس العلماء بنشاط الجليد في القارة القطبية الجنوبية والرواسب في البحار والمحيطات المجاورة لفهم تقلبات المناخ السابقة وشرح كيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على الكوكب ككل.
المصدر: livescience
تصميم معماري قديم وبوابة ذات طراز عربي أصيل.. يُعد "مسجد المطوع" واحدًا من أقدم المساجد بمدينة "خورفكان" في الإمارات، إذ يبلغ عمره حوالى 500 عام.
وجهة علاجية عالمية في مصر.. تشتهر "واحة سيوة" بوصفها إحدى الوجهات السياحية الشهيرة، حيث الراحة والعزلة وسط الآثار الفرعونية، وبساتين النخيل العامرة، فضلًا عن برك المياه المالحة.
أشبه ما تكون بأغصان شجرة تشق طريقها إلى السماء.. لقطة في غاية الروعة تُظهر جمال التفرعات النهرية لدى "خور الزبير" في مدينة البصرة.