ألـــوان

مصورٌ يُمضي يومًا طويلًا مذهلًا في ضيافة بركان. وثّق "ستيفن ويلكس" بعدسته ثوران بركان في آيسلندا مدة 21 ساعة متواصلة، حيث التقط صورًا للمشهد الملتهب بالنيران مع تحول النهار إلى ليل.

ألـــوان

مصورٌ يُمضي يومًا طويلًا مذهلًا في ضيافة بركان. وثّق "ستيفن ويلكس" بعدسته ثوران بركان في آيسلندا مدة 21 ساعة متواصلة، حيث التقط صورًا للمشهد الملتهب بالنيران مع تحول النهار إلى ليل.

قلم: مايا ويهاس

1 ديسمبر 2021 - تابع لعدد ديسمبر 2021

يمكن الإحســاس بألـوان البـركان بقــدر مشاهدتها. في بركان "فاغـرادالسفــال" بآيسلنــدا، الذي يبعد نحو 30 كيلومترًا عن العاصمة "ريكيافيك"، تشع الحِمم الأسخن باللون الأصفر الضارب إلى البياض، وعندما تبرد يتحول لونها إلى البرتقالي ثم الأحمر فالأسود الفاحم في نهاية المطاف. وهذا "النطاق النشط الهائل" هو إحدى الظواهر العديدة الغنية بالألوان والنابضة بالحياة التي يرصدها المصور "ستيفن ويلكس" في الصورة (إلى اليسار) التي التقطها لثوران هذا البركان في شهر مايو الماضي.
ومع اقتراب الشمس من المغيب في الأفق، هدأت ثورة البركان؛ وطفق ويلكس يشاهد ما يحدث بقلق متزايد، ثم قال: "بعد كل ما قمت به من تخطيط، أجد نفسي مجبرًا في نهاية اليوم على التفاعل مع ما يوجد أمامي". وفي الوقت الذي بدا فيه أن خططه قد أُحبطت، استعاد البركان نشاطه؛ فالتقط الصورة التي لطالما انتظرها. يقول ويلكس إن مشاهدتَهُ الألوانَ العميقة لغروب الشمس فوق الحمم الذهبية للبركان (وهو اتحاد بين القوى التي شكلت سطح كوكبنا منذ نشأته) بثت في نفسه شعورًا بالارتباط الروحي.. "فمن هنا بدأ كل شيء". 

 

"سولانغ دوهاميل" ظهرها للرياح التي كانت تضرب بسياطها بشكل جانبي تقريبًا على امتداد المشهد الطبيعي الآيسلندي الصخري في شهر أبريل الماضي. فقد كانت تحمي وجهها من كريات البرَد في انتظار أن تخبو العاصفة. ومع ذلك، لم تستطع منع نفسها من التحديق برهبة في المشهد الذي كان يتكشف أمامها.
كان تيار من الحمم البركانية المتوهجة يتدفق من فوهة بركان "فاغرادالسفال" القريب، الذي ظل يواصل ثورانه منذ أسابيع حتى كاد يملأ الوادي حيث وقفت دوهاميل لدى صخور سوداء فاحمة. كان البرد يتبخر فور ارتطامه بالسطح الملتهب لحقل الحمم البركانية، ليتصاعد في شكل خيوط من الضباب.
 دوهاميل خبيرة بيولوجيا مجهرية وكيمياء حيوية متخصصة في البيئة، وقد أتت إلى هنا لدراسة ميلاد الأرض الجديدة. لا يرى كثير من الناس في ثوران البراكين إلا قوى للموت والدمار تأتي انفجاراتها غير المتوقعة على الأخضر واليابس. لكن الانفجارات البركانية تشكل أيضًا سطح لوحة بكر وتفسح المجال لترتسم عليها ألوان الطيف النابضة بالحياة.
لقد أنتجت البراكين أكثر من 80 بالمئة من الصخور الموجودة حاليًا على سطح الأرض، سواء فوق الماء أو تحته، ما أسفر عن تفجير الفوهات ونشوء الجبال والجزر والهضاب. وتُخرج الانفجارات البركانية العناصر المغذية من أحشاء كوكبنا، وتنشرها في الصخر والرماد الذي يتحلل في نهاية المطاف -عندما يستقر على الأرض- إلى تربة خصبة. وتأتي مراحل إطلاق هذه العناصر المغذية من تضافر التفاعلات بين الرياح والماء والجراثيم؛ إذ تعمل مجتمعة على تحويل تدرجات اللون الرمادي الذي يهيمن على المشهد البركاني إلى تربة ذات لون أحمر صدئ وأصفر داكن سرعان ما تتفجر منها الحياة النباتية المخضرة.
وتدب الحياة إلى طيف من ألوان أكثر دقة تحت بعض الأسطح البركانية، إذ توفر التجاويف الجوفية هناك بيئات يمكن أن تنمو فيها الجراثي




من النهر إلى البحر

من النهر إلى البحر

مصب نهر الأمازون ليس مجرد نهاية لأقوى أنهار العالم وأكثرها عنفوانًا، بل هو أيضًا بداية لعالم مدهش يصنعه الماء.

رمـوز، أساطير، محتالة.. وسارقة

رمـوز، أساطير، محتالة.. وسارقة

سواء أَرأينا الدلافين الوردية أشباحًا تُغيّر أشكالها أم لعنةً تؤْذي الصيادين، تبقى هذه الكائنات مهيمنة على مشهد الأمازون ومصباته. ولكن مع تغير المشهد البيئي للمنطقة، بات مستقبل أكبر دلافين المياه...

غابات تحت الماء

استكشاف

غابات تحت الماء

يراقب عالِمان ضغوط الفيضانات في غابات الأمازون المنخفضة.. ويسابقان الزمن لحمايتها ضد الظروف البيئية الشديدة التي ما فتئت تتزايد على مر السنوات.