من خلال تحليل بيانات عبر 50 عامًا، اكتشف الباحثون الذين يدرسون ديناميكيات تجمعات الحوت الجنوبي وجود صلة مقلقة بين مجموعات الحيتان وأحداث النينو.
18 أكتوبر 2021
تعد الحيتان جزءًا من حلقة تغذية مهمة في التخفيف من تغير المناخ، ومن المرجح أن تواجه تناقصًا في أعدادها مع زيادة شدة سنوات النينو.
النينو، ظاهرة مناخية طبيعية تحدث في المحيط الهادي، تؤدي لارتفاع درجة حرارة سطح المحيط نتيجة لارتفاع درجة حرارة الجزء الشمالي من المحيط الهادي ما يتسبب في ظواهر مناخية حادة في جميع أنحاء العالم مثل الفيضانات والجفاف.
يطلق البعض على الحيتان لقب حراس البحار، لأن هذه الكائنات الضخمة طويلة العمر تؤثر على سلاسل غذائية كاملة في النظم البيئية البحرية، وتساهم بشكل كبير في دورات المغذيات في المحيطات، وتؤوي وتعيد تدوير أطنان من الكربون في حياتها. ونظرًا لدورها المهم في عمليات الكربون، فإن بقاء الحيتان وتعدادها أكثر أهمية مما يعتقده معظم الناس في التخفيف من تغير المناخ.
في تحليل 50 عامًا من البيانات، اكتشف الباحثون الذين يدرسون ديناميكيات تجمعات الحوت الجنوبي وجود صلة مقلقة بين مجموعات الحيتان وأحداث النينو. في هذه السنوات، تزداد معدلات نفوق الحيتان، ما قد يعطل تعافيها من عقود من صيد الجائر. ويمكن أن تتسبب هذه الخسارة في آثار مضاعفة هائلة، خاصة وأن تغير المناخ يجعل أحداث النينو أكثر حدة.
تقول "ماكارينا أغريلو"، المؤلفة الرئيسة للدراسة: "هذه الحيتان لها أدوار بالغة الأهمية في النظام البيئي، وإذ حدث ما يعطل تعافيها فسيؤث ذلك على كل شيء."
اكتشفت "أغريلو" هذا الرابط أثناء فحص معدلات النفوق لأكثر من 4000 حوت جنوبي قبالة سواحل بينينسولا فالديس في الأرجنتين. من عام 1971 إلى عام 2017، إذ سجل معهد كونسيرفاسيون دي باليناس وتحالف المحيطات إناث الحيتان التي تعود إلى مناطق التكاثر عامًا بعد عام، وتم التعرف عليها باستخدام صور لشبكتها المعقدة من العلامات البيضاء المسماة "قمل الحوت". خلال الفترات الزمنية من 1997-1998 و 2015-2016،، تضاعفت معدلات وفيات الحيتان أكثر من أربعة أضعاف من 1 ٪ إلى أكثر من 4٪ . كما تظهر الأبحاث السابقة أن سنوات النينو تؤثر على تجمعات الكريل، وهي مصدر غذاء رئيسي للحيتان الصائبة الجنوبية. إذ تفقد الإناث ما لا يقل عن 25 ٪ من حجم أجسامهن خلال المرحلة الأولى من الرضاعة، وهن معرضات بشدة للتغيرات في مصدر الغذاء. تعتقد "أغريلو" وزملاؤها أن هذا هو سبب زيادة معدل نفوق هذه الحيتان خلال سنوات النينو.
تم استنفاد أعداد الحيتان على مدى قرون بسبب صيد الحيتان. على الرغم من وجود المزيد من الحماية، إلا أنهم ما زالوا يواجهون تهديدات مثل الصيد المتشابك والتلوث وآثار تغير المناخ. نظرًا لأن تجمعات الحيتان تساعد أيضًا في الحد من آثار تغير المناخ، فإن فقدانها يخلق حلقة ردود فعل سلبية.
قطعت "أرغيلو" وزملاؤها خطوة أخرى إلى الأمام ودرسوا آثار أحداث النينو بافتراض المعدل الحالي لتغير المناخ. وأظهرت البيانات الارتباط البسيط بين سنوات ظاهرة النينو وزيادة معدلات نفوق الحيتان، لذلك عندما تم نمذجة معدلات نفوق الحيتان على افتراض أن تغير المناخ سيستمر بمعدله الحالي، وجد العلماء استمرار انخفاض أعداد الحيتان. ويقدر الباحثون أن عدد الحيتان اليمنى الجنوبية بلغ نحو 35000 حوت في ذروتها، وإذا ظلت ظروف النينو كما كانت في الخمسين عامًا الماضية، فهناك احتمال كبير بأن تعود الحيتان إلى 85 ٪ من تلك المجموعة الأصلية. ومع ذلك، إذا استمرت أحداث النينو في الزيادة من حيث القوة والتردد، فإن هذا الاحتمال ينخفض إلى الصفر.
المصدر: Popular Science
اقرأ أيضًا:
الملوثات الكيميائية تهدد الحوت القاتل
تُعرَف بنفورها من الماء، على أنها ظلت فردًا من طواقم السفن منذ بزوغ تاريخ الإبحار.
تم إطلاق "متحف دبي للتصوير"، الأول من نوعه في الإمارات، بهدف تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للفنون البصرية. سيجمع المبدعين المحليين والدوليين من خلال توفير مساحات لعرض الأعمال في معارض دائمة ومؤقتة.
تَعرض كاتبةٌ مصابة بعمى الوجوه تأملاتها بشأن التنقل وسط عالم مليء بالغرباء الودودين.