من بين 90 نوعًا معروفًا من الحيتان، يعد حوت العنبر هو الوحيد الذي يمتلك حناجرًا كبيرة بما يكفي لابتلاع الإنسان.
16 June 2021
احتل اسم أحد الغواصين عناوين الصحف العالمية قبل أيام، مع وصفه بأنه نجا بأعجوبة من " ابتلاع" حوت أحدب قبالة كيب كود بولاية ماساتشوستس. يقول مايكل باركارد الذي نجا من هجمة الحوت، إنه ظل يكافح داخل فم الحوت لمدة ٣٠ ثانية قبل أن يلفظه هذا العملاق البحري ويلقي به على السطح.
وعلى الرغم من أن الحوت الأحدب يمكنه بسهولة احتواء إنسان داخل فمه الضخم - الذي يمكن أن يصل إلى نحو 3.5 مترًا - إلا أنه من المستحيل علميًا أن يبتلع الحوت إنسانًا بحسب "نيكولا هودجينز" من منظمة Whale and Dolphin Conservation ، وهي مؤسسة بريطانية غير ربحية.
يبلغ حلق الحوت الأحدب حجم قبضة الإنسان، ويمكن أن يمتد قطره إلى نحو 15 بوصة لاستيعاب وجبة أكبر. وتقول "هودجينز" إنه في حالة "باركارد" فإن الحوت أدرك خطأه ولفظه على الفور، إذ كانت تجربة مؤلمة لكل من "باركارد" والحوت، الذي كان يحاول فقط التهام بعض الأسماك. لطالما كانت فكرة ابتلاع الحيتان للبشر جزءًا من قصص القدماء، لدرجة أن الكثير من الناس يعتقدون أنها صحيحة. ومع ذلك، من المستحيل علميًا على جميع أنواع الحيتان، باستثناء حوت العنبر أن يبتلع شيئًا بحجم الإنسان.
الملوثات الكيميائية تهدد الحوت القاتل
الحيتان ذات الأسنان، مثل حيتان العنبر، لها أسنان وتتغذى على الفرائس بما في ذلك الحبار والأسماك. وفي الوقت نفسه، تمتلك الحيتان البالينية مثل الحيتان الحدباء والأزرق والرمادي وحيتان المنك، شعيرات خاصة في أفواهها بدلاً من الأسنان وتأكل فرائس صغيرة مثل العوالق والكريل والأسماك الصغيرة. وتُعرف هذه الشعيرات باسم البلين، وهي مصنوعة من بروتين قوي ولكنه مرن يسمى" الكيراتين"، وهو نفس المادة التي يتكون منها شعر وأظافر البشر. وعند الرضاعة يأخذ الحوت جرعة كبيرة من مياه البحر ويستخدم البلين مثل مصفاه للاحتفاظ بالطعام في فمه أثناء دفع الماء للخارج عبر الفجوات.
من بين 90 نوعًا معروفًا من الحيتان في المحيطات، تعد حيتان العنبر هي النوع الوحيد الذي يمتلك حناجرًا كبيرة بما يكفي لابتلاع الإنسان من الناحية الفنية. إذ تمتلك الثدييات التي يبلغ طولها نحو 20 مترًا مريء كبير يتغذى على فريسة أكبر مثل الحبار العملاق، والتي تبتلعه أحيانًا كاملًا. وفي الواقع تم العثور على الحبار الضخم، الذي يصل طوله إلى نحو 14 مترًا داخل معدة حوت العنبر. هذا يعني أنه من الممكن جسديًا أن يبتلع حوت العنبر إنسانًا، لكن ذلك أمر شديد الندرة بسبب عدم حدوث مواجهات بين البشر وبين حيتان العنبر، التي تسكن الأعماق السحيقة من المحيطات. ويقول "روب ديفيل" من جمعية علم الحيوان في برنامج Cetacean Strandings Investigation Programme في لندن إن معظم الناس لن يحصلوا أبدًا على فرصة لرؤية حوت العنبر في حياتهم". بينما تنتشر حيتان العنبر على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، فإنها تعيش في أعماق سحيقة تزيد عن 300 متر.
ولا يُمكن اعتبار أن الحيتان عدوانية تجاه البشر. يقول" ديفيل":" يجب أن تكون الحيتان أكثر تخوفًا منا بسبب الضغوط التي يشكلها البشر على هذه الكائنات مثل الصيد والتلوث وتدمير الموائل.
المصدر: National Geographic
دراسات جديدة وتجارب علمية تكشف أسرار حياة الحشرات، لتوسع مداركنا حول وعي وسلوك هذه الكائنات.
مخلوق ممتلئ الجسـم، يناهز طوله الـ 1.5 متر، وتمنحه الصبغة الداكنة التي تحيط بعيونه مظهرًا بقريًا كما يؤكد ذلك اسمه باللغة الإسبانية الذي يعني "بقرة صغيرة".
سلوكيات مؤلمة وأساليب متطرفة تتبعها الكائنات في سبيل مصلحة بقاء النوع.