يزور نحل فرانكلين الطنان مجموعة متنوعة من الزهور البرية، ويجمع حبوب اللقاح أساسًا من الترمس والخشخاش.
7 سبتمبر 2021
انضمت نحلة فرانكلين الطنانة، وهي نحلة نادرة باللونين الأسود والأصفر لم تتم رؤيتها منذ عام 2006، إلى قائمة الأنواع المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة. وبذلك تصبح أول نحلة في الغرب الأميركي يتم إدراجها في القائمة والثانية فقط في الولايات المتحدة، إذ تم الإعلان عن النحلة الطنانة الصدئة المرقعة، التي وجدت مرة واحدة في 28 ولاية، بأنها مهددة بالانقراض عام 2017.
تم تسمية نحلة فرانكلين على اسم باحث النحل في أوائل القرن العشرين "هنري ج.فرانكلين"، وتواجه تهديدات متعددة بسبب الأمراض المنتشرة بين النحل ومبيدات الآفات، إضافة إلى نطاق تعدادها الصغير تاريخيًا. إذ من المعروف فقط وجودها في منطقة تبلغ مساحتها 13000 ميل مربع على حدود كاليفورنيا-أوريغون - وبذلك ربما تكون أصغر مجموعة من أي نحلة طنانة في العالم.
على الرغم من أن هذه النحلة لم تتم رؤيتها منذ 15 عامًا، إلا أن العلماء المشاركين في جهود الحفظ يقولون إنهم لا يعتقدون أنها انقرضت بعد. ويعني إدراج قانون الأنواع المهددة بالانقراض أنه بالإضافة إلى الحظر الواسع لأي إجراءات يمكن أن تضر بالنحلة، سيكون هناك المزيد من التمويل الفيدرالي المتاح لمبادرات التعافي على مستوى الولاية، بما في ذلك جهود البحث الموسعة. يقول "جيف إيفريت"، عالم الأحياء الميداني المسؤول عن الحفاظ على النحل الطنان في فرانكلين لخدمة الأسماك والحياة البرية: "سوف يفاجئني أكثر إذا لم نعثر عليه، ولكن بمجرد أن نعرف أين هم، يمكننا أن نحقق المزيد من القوة والأكثر أهمية في الحفاظ على البيئة".
يزور نحل فرانكلين الطنان مجموعة متنوعة من الزهور البرية، ويجمع حبوب اللقاح أساسًا من الترمس والخشخاش، ويجمع الرحيق من النعناع. لكن لا يُعرف الكثير عن هذا النوع، ومع ذلك ليس من الواضح مدى أهميته لهذه الزهور والنظام البيئي الأكبر. لكن النحل الطنان بشكل عام يعد ملقحات مهمة، وفقدان أي منها له القدرة على التسبب في سلسلة من الآثار البيئية.
منذ أن وصفها العلماء لأول مرة قبل مائة عام، تمت ملاحظة نحلة فرانكلين الطنانة 325 مرة فقط، معظمها من قبل "روبين ثورب"، أستاذ علم الحشرات في جامعة كاليفورنيا. في عام 1998، عندما بدأ مراقبة النحل عند تقاعده، إذ رأى 98 فردًا وبحلول عام 2006، وجد واحدة فقط. ولم تُرى فرانكلين منذ ذلك الوقت. ويقول "ليف ريتشاردسون"، عالم أحياء الحفظ في جمعية Xerces الذي جمع جميع السجلات المعروفة لنحلة فرانكلين الطنانة لتقييم حالتها: "إنه أمر مقلق أنه لم يتم رؤيته منذ 15 عامًا ومع ذلك، لا أعتقد أن الوقت قد حان للتخلي عن الأمل وإعلان انقراضه".
كيف يتعرف نحل العسل على الوقت؟
وينظم الباحثون بحث لمدة أسبوع في شهر يوليو من كل عام لمسح المواقع الاستراتيجية في كل من كاليفورنيا وأوريجون، على أمل اكتشاف النحل. وعلى مدى السنوات العديدة الماضية، عملت خدمة الحياة البرية والمسح الجيولوجي الأميركي على تطوير بصمة الحمض النووي لنحلة فرانكلين الطنانة. بمجرد اكتمالها، سيتمكن العلماء من اختبار عينات من الزهور بحثًا عن المادة الوراثية للنحلة، لن يحتاجوا إلى رؤية النحلة لتحديد أنها لا تزال على قيد الحياة وقد زاروا مؤخرًا منطقة معينة.
نظرًا لقلة عددها ونطاقها المحدود، فإن نحلة فرانكلين الطنانة معرضة للخطر بشكل خاص. من غير المعروف أن هذا النوع يزور المزارع أو المناطق الزراعية بانتظام، ولكن من المحتمل أن النحل لا يزال معرضًا لمبيدات النيونيكوتينويد، التي تتداخل مع الجهاز العصبي للحشرة وتؤدي إلى الشلل والموت. ومن الممكن أيضًا أن تكون مسببات الأمراض من النحل المستخدم في خدمات التلقيح التجارية قد نشرت مسببات الأمراض إلى نحل فرانكلين الطنان وغيره في البرية. على سبيل المثال، تم ربط تفشي مرض فطري في منتصف التسعينيات بين النحل التجاري بالاختفاء السريع للعديد من أنواع النحل الغربي، بما في ذلك فرانكلين. وعلى الرغم من هذه التهديدات، يتفائل العلماء من أنه مع إدراج قانون الأنواع المهددة بالانقراض وزيادة الاستطلاعات، سيجدون نحلة فرانكلين الطنانة.
وبمجرد أن يفعلوا ذلك، يمكن للخبراء تطوير استراتيجيات حماية أكثر تحديدًا. قد يشمل ذلك الحد من استخدام مبيدات الآفات في أماكن معينة في أوقات معينة، والحد من الأنشطة التي تزعج النحل خلال مواسم التعشيش أو السبات، وإنشاء عملية تصاريح لكيفية نقل النحل التجاري وإيوائه في جميع أنحاء البلاد، وتعيين موائل معينة على أنها حرجة.
وبعد 15 عامًا، ليس من غير الواقعي التفكير في العثور على نحلة فرانكلين الطنانة. هناك أمثلة بارزة للباحثين الذين أعادوا اكتشاف النحل والحشرات الأخرى بعد أن افترض أنها انقرضت إذ تم العثور على نحلة كالامينثا الزرقاء بعد تسع سنوات دون رؤية في فلوريدا؛ و العثورعلى فراشة فيندر الزرقاء بعد 52 عاما في ولاية أوريغون. ونحلة والاس العملاقة، الأكبر في العالم، أعيد اكتشافها بعد 122 عامًا في إندونيسيا. وقد جدت دراسة أجريت عام 2011 أنه من بين أكثر من 350 نوعًا تم إعادة اكتشافها منذ عام 1889، كان متوسط الوقت بين آخر مشاهدة وإعادة اكتشاف هو 61 عامًا، ومعظم الأنواع المعاد اكتشافها لها نطاقات محدودة ومجموعات صغيرة - تمامًا مثل نحلة فرانكلين الطنانة.
المصدر: National Geographic
يراقب عالِمان ضغوط الفيضانات في غابات الأمازون المنخفضة.. ويسابقان الزمن لحمايتها ضد الظروف البيئية الشديدة التي ما فتئت تتزايد على مر السنوات.
تستحضر بلاطات "الأزُّليجو" (الزليج البرتغالي) إرثًا من الاستكشاف، وهي تصمد في وجه تقلّبات الزمن ومحاولات السرقة.
الفيتامينات عناصر ضرورية ومألوفة في حياتنا اليومية. لكن قصة اكتشافها وتسميتها كتبَ فصولَها جملةٌ من العلماء وانطوت على أحداث درامية مدهشة لا تزال تلهم الابتكارات في مجال التغذية.