يتزامن البحث مع تاريخ 1850 المستخدم حاليا كمرجع لحساب تبدل درجات الحرارة مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية.
3 أغسطس 2021
ما الذي قد يحدث إذا ما زادت كمية ثاني أوكسيد الكربون في غلاف الأرض الجوي؟ للرد على هذا السؤال، اختبرت الأميركية يونيس فوت سنة 1856 بطريقة أقرب إلى المصادفة، قواعد التغير المناخي وقدمت مساهمتها في ما يحاول العلماء اليوم فعله لاستباق تبعات احترار المناخ العالمي.
ملأت العالمة أسطوانات زجاجية بمخاليط غازية مختلفة، ولاحظت أن الأسطوانات التي تحتوي على ثاني أوكسيد الكربون تحافظ على الحرارة أكثر من غيرها. وخلصت في دراستها المنشورة في المجلة الأميركية للعلوم والفنون إلى أن "الغلاف الجوي المكون من هذا الغاز سيرفع درجة حرارة الأرض".
ويتزامن بحثها مع تاريخ 1850 المستخدم حاليا كمرجع لحساب تبدل درجات الحرارة مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية، وهو ما يفعله خبراء المناخ في الأمم المتحدة المجتمعون حاليًا ضمن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. وتندرج بحوث يونيس فوت التي أعيد اكتشافها أخيرًا، في سياق أعمال باحثين فسروا ألغاز المناخ وتأثير الإنسان على تطوره. وتوضح الناشطة المناخية أليس بل أن المعارف المتوافرة على صعيد المناخ ليست نتاج "شخصية مهيمنة في مجال علم تغير المناخ" بل هي حصيلة تراكم للمعرفة. وتشير "ماري هيلين" إلى أن فكرة "تطوير البيئة لتحسين المناخ موجودة منذ زمن بعيد"، مضيفة "عندما غزا الرومان بلاد الغال، قطعوا الغابات ليتمكنوا من زراعة الحقول والكروم".
ومنذ زمن "كريستوفر كولومبوس" حتى عصر التنوير، برر المستوطنون الأوروبيون المعاملة الوحشية للسكان الأصليين من خلال "النظرة إليهم على أنهم ' دون البشر' لأنهم لم يعرفوا كيف يديرون بيئتهم". وفي عام 1821، بعد أمطار غزيرة وموجات برد وفترات شح في فرنسا، أجريت دراسة لمعرفة ما إذا كانت إزالة الغابات قد لعبت دورا في هذا الوضع، من دون التوصل إلى نتيجة حاسمة. وبعد بضع سنوات، أدرك الفيزيائي الفرنسي "جوزيف فورييه" أن "الغلاف الجوي يلعب دورًا في منع تشتت الحرارة على الفور في الفضاء"، وفق المؤرخ رولان جاكسون.
في نهاية القرن التاسع عشر حذر "أرهينيوس" من تأثيرات استهلاك الطاقة الأحفورية على زيادة معدلات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي
وبحدود عام 1860، سلك الفيزيائي الايرلندي "جون تيندال" المسار الذي رسمته "يونيس فوت" وأثبت مبدأ مفعول الدفيئة، حين تحبس غازاتٌ الإشعاع من الأرض التي تسخنها أشعة الشمسي. وفي ديسمبر 1882، تطرقت رسالة نشرتها مجلة "نيتشر" العلمية إلى أعماله. و"يمكننا أن نستنتج أن التلوث المتزايد في الغلاف الجوي سيكون له تأثير كبير على المناخ العالمي"، وفق هذه الرسالة الموقعة من قبل "ه. أ. فيليبس" والتي أرست الصلة بين الانبعاثات المتأتية من الأنشطة البشرية وتغير المناخ. وفي نهاية القرن التاسع عشر، حذر الكيميائي السويدي "سفانته أرهينيوس" من استهلاك الطاقة الأحفورية وتأثيرها على زيادة معدلات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي. لكن في ذلك الوقت، كان العلماء مهتمين أكثر بالعصور الجليدية.
في ثلاثينيات القرن العشرين، اعتقد البعض أن احترارًا مناخيًا معتدلًا قد يكون أمرًا إيجابيًا. ويقول "روبي أندرو"، من مركز سيسيرو للبحث المناخي الدولي،: "لم تخطر ببالهم فكرة أن هذا لا يغير درجات الحرارة فحسب، بل أيضا جوانب أخرى من المناخ". وفي عام 1958، أوضح البرنامج التلفزيوني الأميركي "ذي بل تلفون ساينس أور" أن ثاني أوكسيد الكربون المنبعث من المصانع والسيارات يمكن أن يسخن الغلاف الجوي وأن هذا الأمر يؤثر على "الحياة نفسها". لكنّ المخاوف من تبريد للمناخ بفعل حرب نووية محتملة وتلوث الهباء الجوي شغلت أذهان الناس حتى الثمانينيات.
وعام 1975، كان الباحث الأميركي "والاس بروكر" أول من استخدم هذه المصطلحات التي باتت جزءًا من القاموس العالمي في مقال نشرته مجلة "ساينس" بعنوان "تغير المناخ: هل نحن على وشك احترار شديد؟". وبمرور الوقت، أصبح علم المناخ أكثر تعقيدًا وكان عليه مواجهة ضغوط القطاعات الصناعية الرامية إلى تقليل خطورة الأثر الناجم عن استهلاك الوقود الأحفوري. ويحذر العلماء من أنه مع تزايد وضوح آثار تغير المناخ، يجب على المجتمعات أن تتحرك. ويقول المؤرخ "سبنسر ويرت": "يبدو الأمر كما لو أننا استيقظنا لنجد نفسنا في فيلم خيال علمي. لكنه ليس خيالاً علميًا بل فيزياء".
المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
تَعرض كاتبةٌ مصابة بعمى الوجوه تأملاتها بشأن التنقل وسط عالم مليء بالغرباء الودودين.
قبل أكثر من 5000 سنة، شرع الصناع الحِرَفيون في جزر "سيكلادس" اليونانية في نحت تماثيل رخامية صغيرة لنساء عاريات بأذرع مطوية وشعر مجعد وعيون محدقة واسعة.