يمكن للطفيلي الذي يسبب داء المقوسات أن يلعب دورًا أكبر مما كنا نظن في سلوك الحيوان.
4 July 2021
تعد الضباع المرقطة البالغة هي أكثر الحيوانات المفترسة نجاحًا في إفريقيا. ولكن أشبال هذه الضباع هي وجبة سهلة ومفضلة للأسود. لهذا السبب، عادةً ما تبتعد أشبال الضبع عنها، وتقضي معظم وقتها بالقرب من أوكار والديها. هذا ما لم تكن الضباع الصغيرة مصابة بالطفيلي "التوكسوبلازما".
وفي حال كانت أشبال الضباع مصابة بالطفيلي تقترب من الأسود، ومن ثم يزيد احتمال تعرضهم للقتل على يد القطط الكبيرة بأربعة أضعاف مقارنة بأقرانهم الأصحاء، وفقًا للبيانات التي تم جمعها على مدى عقود في محمية ماساي مارا الوطنية في كينيا. ويقول "كاي هولكامب"، عالِم البيئة السلوكية في جامعة "ميتشيغان" والمؤلف المشارك لدراسة جديدة حول هذا الموضوع نُشرت في Nature Communications،: "لقد صُدمت عندما رأيت الفرق الكبير في مدى قرب الأشبال المصابة مقابل الأشبال غير المصابة بالطفيلي من الأسود".
والتوكسوبلازما طفيلي وحيد الخلية يصيب ما لا يقل عن ثلث سكان العالم. يشتهر بقدرته على التلاعب بمضيفيه - مثل الفئران - للتصرف بتهور مع القطط المنزلية. لكن هذه هي المرة الأولى التي يوثق فيها العلماء مثل هذه التأثيرات في الثدييات البرية الكبيرة. وتكشف الدراسة أيضًا عن أن الطفيلي غير المميت عمومًا، والذي يمكن أن يصيب مجموعة واسعة من الحيوانات بمرض يسمى داء المقوسات، يلعب دورًا أكبر مما كان يُعتقد سابقًا في كيفية تصرف الحيوانات البرية. ويقول "هولكامب"، الذي يدرس الضباع منذ عام 198، : "لا يؤثر هذا الطفيلي على القطط المنزلية وفرائسها فحسب، بل من المحتمل أن تكون ظاهرة واسعة الانتشار".
يمكن أن يصيب طفيلي التوكسوبلازما العديد من الأنواع المضيف، بما في ذلك القوارض والطيور والحيوانات المفترسة الأخرى، إذا ابتلعت لحومًا أو برازًا ملوثًا. ويمكن أن يتكاثر الطفيلي جنسيًا فقط في أمعاء القطط. لكن السؤال لماذا يقترب حيوان فريسة من حيوان مفترس؟
وعلى مدى ملايين السنين من التطور، اكتسب ابن عم الملاريا البعيد هذا خدعة أنيقة: القوارض المصابة بداء المقوسات تجد رائحة بول القطط مغرية بشكل لا يقاوم، وهذا يجعلها تقترب من القطط الجائعة. ويقول "زاك لوباتش"، الخبير في جامعة كولورادو في بولدر،: "لا يقتصر هذا الأمر على خلط جينوم الطفيل فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى إنتاج أبواغ مستقرة بيئيًا يمكن أن تصيب العديد من المضيفين الإضافيين".
ونظرًا لأن الطفيل يتكاثر في أمعاء الأسد ومن المعروف أن الضباع تحمل التوكسوبلازما، فقد أراد الباحثون معرفة ما إذا كان الطفيل سيجعل مضيفيه الضباع يتصرفون بشكل مختلف. وقد درس الباحثون مشروع Mara Hyena، والذي يسجل البيانات عن مواقع الضباع -بما في ذلك قربها من الحيوانات الأخرى- بالإضافة إلى عينات من العمر والجنس والدم، والتي من شأنها أن تُظهر ما إذا كانت قد أصيبت بالعدوى.عن طريق التوكسوبلازما. وكشف تحليلهم أن ثلث الأشبال الذين تمت دراستهم قد تعرضوا لطفليلي التوكسوبلازما، كما كان الحال مع 71 ٪ من الأحداث و 80 ٪من البالغين .بينما بقيت الأشبال غير المصابة على بعد 300 قدم في المتوسط من الأسود، فإن الأشبال التي كانت تحتوي على أجسام مضادة للتوكسوبلازما في دمائها قد غامروا على بعد 142 قدمًا في المتوسط من الحيوانات المفترسة، وهو مكان خطير.
تقول "ستيفاني جونسون"، الباحثة في جامعة كولورادو، إن الدراسة غيرت قواعد اللعبة حيث تؤكد إن الطفيلي له تأثيرات قوية جدًا على سلوك الثدييات وربما في ذلك سلوكنا.
ويعاني معظم الأشخاص الذين يصابون بداء المقوسات من حمى خفيفة ويتعافون بسرعة، على الرغم من أن الطفيلي يمكن أن يسبب تشوهات خلقية شديدة في الأجنة، ولهذا السبب يحث الأطباء، الحوامل على عدم تنظيف صندوق فضلات القطط. ولكن هناك أيضًا دليل مثير للجدل إذا كان مثيرًا للجدل على أن المرض يمكن أن يجعل البشر يخاطرون أكثر، مثل القيادة بشكل أكثر خطورة أو بدء عمل تجاري جديد. و"جونسون" من بين أولئك الذين يعتقدون أن هذه التأثيرات هي جزء من مجموعة واسعة من التغييرات التي تستخدمها التوكسوبلازما للسيطرة على مضيفيها - وأن الطفيلي يمكن أن يؤثر على كيفية تصرف البشر بطرق لم نكن على علم بها حتى الآن. وتقول "جونسون": "إنه طفيلي يعتقد الناس أنه حميد جدًا، خاصة عند البشر. ولكن عندما تنظر إلى بعض هذه التأثيرات، قد يكون لـ"التوكسوبلازما" تأثيرات محتملة كبيرة جدًا على السلوك البشري، حتى على المستوى المجتمعي".
المصدر: National Geographic
عندما يحل الربيع، تستفيق الضفادع الحرجية من السبات المتجمد ولا شيء يشغل بالها سوى التناسل.
من يسبق الآخر.. الغزالة أم الفهد الصياد؟ لقطة رائعة من "محمية نغورونغورو" في تنزانيا، التُقطت أثناء مطادرة شرسة لهذه الغزالة الصغيرة التي كانت تختبئ بين الحشائش.