الحياة على كوكب الزهرة مستحيلة

كمية المياه الموجودة في سحب الزهرة أضعف بما يزيد عن مئة مرة من تلك اللازمة لصمود أكثر الكائنات الدقيقة المعروفة.

الحياة على كوكب الزهرة مستحيلة

كمية المياه الموجودة في سحب الزهرة أضعف بما يزيد عن مئة مرة من تلك اللازمة لصمود أكثر الكائنات الدقيقة المعروفة.

29 June 2021

أكدت دراسة حديثة أن الحياة بشكلها المعروف على الأرض مستحيلة على كوكب الزهرة بسبب نقص المياه في غلافه الجوي، في نفي جديد لتكهنات علماء بشأن رصد غاز قد يكون مرتبطًا بوجود حياة هناك.

وقال " جون هالسوورث" المشرف الرئيسي على الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "نيتشر أسترونومي":"لا إمكانية لحياة نشطة في سحب الزهرة". وسرت تكهنات لدى العلماء بإمكان وجود ظروف ملائمة لنشوء أشكال للحياة على كوكب الزهرة لكونه أقرب الكواكب للأرض ويتشارك معها خصائص عدة من ناحية الحجم والكتلة رغم الفرق الهائل بالحرارة التي تصل على سطح الزهرة إلى 470 درجة مئوية، وتركيبة الغلاف الجوي بنسبة 97 % من غاز الكربون. كذلك تغطي الكوكب طبقة سميكة من السحب المكونة من قطرات من حمض الكبريتيك. وفي هذه الطبقة تحديدًا أعلنت عالمة الفلك البريطانية جاين غريفز في سبتمبر 2020 اكتشاف مادة الفوسفين.

الــزهــرة بألــف وجــه ووجــه

ومع الإعلان عن اكتشاف هذه المادة المتأتية على الأرض من النشاط البشري أو الجرثومي، خيمت حالة من الجدل على الأوساط العلمية. لكنّ اختصاصيين طعنوا لاحقا بصدقية هذه الفرضية مشككين في الأسلوب المستخدم للاستخلاص بوجود هذا الغاز. ويتمحور الاعتراض هذه المرة حول إمكانية أن يعيش كائن حي في مثل هذه الظروف. ومن بين المواضيع التي تطرقت إليها دراسة "جون هالسوورث" من جامعة "كوينز يونيفرسيتي" في بلفاست، كمية المياه القصوى التي يمكن للجراثيم الأكثر مقاومة الاكتفاء بها لكي تبقى نشطة وتنمو.

وأتت النتيجة حاسمة، إذ إن كمية المياه الموجودة في سحب الزهرة أضعف بأكثر من مئة مرة من تلك اللازمة لصمود أكثر الكائنات الدقيقة المعروفة مقاومة مما يجعل هذا بعيدًا عما تتطلبه الحياة للاستمرار. وأضافت الدراسة أن "الجرثومة الأكثر مقاومة للجفاف لم تكن لتحظى بفرصة واحدة للبقاء في سحب الزهرة، وهذا يسري أكثر حتى على تلك الأكثر مقاومة للأوساط الحمضية".

ويقول "كريس ماكاي" عالم الفيزياء الفلكية في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وأحد معدي الدراسة: "لا توافق حازمًا لدى العلماء بأن الإشارة التي رُصدت هي لمادة الفوسفين". لكن حتى في حال وجود الفوسفين، فإن الغلاف الجوي لكوكب الزهرة معروف بفضل المسابير الفضائية التي حلقت فوقه أو حتى عبرته منذ ستينات القرن العشرين، ومن الملاحظات المرصودة من الأرض، إلى حدّ يسمح بـ"القول ما إذا كان هناك ما يكفي من المياه من أجل الحياة"، بحسب كريس ماكاي الذي يؤكد أن الوضع في الزهرة ليس كذلك.

"دافينتشي" و"فيريتاس" يبحثان عن أسرار كوكب الزهرة

ويرى " كريس ماكاي" أن المركبات الفضائية الثلاث التي ستستكشف الزهرة بحلول العام 2030 ستؤكد البيانات المتصلة بالحرارة والضغط ومقاسات المياه المعروفة أصلًا، مع السماح بفهم تاريخ الكوكب "الذي ربما كان صالحًا للسكن قبل ثلاثة مليارات سنة". لكن هل يمكن لكوكب الزهرة احتضان شكل آخر من الحياة غير ذلك الذي نعرفه على الأرض؟ يقول كريس ماكاي رداً على هذا السؤال "الفلسفي" إن "ذلك يخرج عن نطاق علم الأحياء الذي نعرفه ليدخلنا مملكة الخيال". وإذا كانت الحياة مستحيلة على الزهرة، قد تكون ممكنة على المشتري، ثاني كواكب المجموعة الشمسية الذي يملك، مع استثناء الأرض، غلافًا جويًا من الغيوم. وينتظر العلماء المهمة المقبلة للتليسكوب الفضائي جيمس ويب الذي سينطلق في الخريف المقبل لاستكشاف كواكب أخرى قد تكون مأهولة بالكائنات الحية، من خلال تحليل غلافها الجوي.

المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية

علوم

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

يعود اليوم النيادي إلى أرض وطنه بعد بعد إكماله لنحو 4000 ساعة عمل في الفضاء.

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

علوم فلك

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

يواصل النيادي استعدادات العودة إلى كوكب الأرض بعد إنجاز المَهمة التي امتدت لـ6 أشهر، شارك خلالها في أكثر من 200 تجربة علمية.

صورة جديدة مذهلة لـ "السديم الحلقي"

علوم فلك

صورة جديدة مذهلة لـ "السديم الحلقي"

جرى من قبل رصد بنية السديم الحلقي من خلال تلسكوبات الهواة، وتمت دراستها لعدة سنوات، لكن الصورة الجديدة رصدت مزيجا من الجزيئات البسيطة والمعقدة وحبيبات الغبار.