لا تقتصر مهمة الكثير من الآباء في عالم الحيوان على التكاثر فحسب،إذ يضرب ذكور من الحيوانات مثالًا رائعًا على التضحية في تربية الأبناء.
20 June 2021
من الضفادع التي تبني الخنادق لمساعدة ذريتها إلى الثعالب التي تعطي صغارها "دروسًا"، يشارك بعض آباء الحيوانات في تربية صغارهم أكثر مما يدركه الكثيرون، وفيما توثق تضحيات الأمهات بشكل كبير، فإن جهود الذكور تمر في كثير من الأحيان دون ملاحظة.
وتقول "ستايسي روزنباوم"، عالمة الأنثروبولوجيا البيولوجية في جامعة ميشيغان،:" مع حصولنا على المزيد من الملاحظات حول الأنواع المختلفة على مدى فترات طويلة من الزمن، فإننا ندرك بشكل متزايد أن القصة معقدة حقًا".
وفيما يلي بعض آباء الحيوانات الذين غالبًا ما يمر عملهم الجاد في تربية الجيل القادم دون أن يلاحظه أحد:
مهندسو الضفادع
عندما تهطل الأمطار، تخرج الضفادع الإفريقية من حالة سبات تحت الأرض وتبدأ موسم تكاثر محموم. ويستخدم الذكور نداءات التزاوج لجذب أنثى أو أكثر، وتخصيب بيضها أثناء مطاردة أو حتى قتل أي منافس. ويجد الذكور الناجحون أنفسهم مسؤولين عن عدة آلاف من البيض موضوعة في برك صغيرة يعتنون به جيدًا، كما يعتنون بالضفادع الصغيرة لأسابيع، ويطاردون الحيوانات المفترسة مثل الثعابين ويتأكدون من أن الصغار لديهم ما يكفي من الماء للبقاء على قيد الحياة. وإذا بدأ الجفاف، يقوم الآباء بحفر خنادق للري لربط البرك الآخذة في الاختفاء ببرك أكبر لتوصيل المياه إلى ذريتهم أو توفير طريق للهروب في حال حدوث خطر داهم.
النيص.. شراكة للأبد
النيص هو عائلة من القوارض يغطي جسمها أشواكًا حادة، وبمجرد اتصال الذكر والأنثى فإنهما يشكلان شراكة عاطفية تدوم مدى الحياة وهو أمر نادر الحدوث في مملكة الحيوان، كما يقول "إميليانو موري"، عالم الأحياء التطوري بالمجلس القومي للبحوث في روما، إذ يتم الحفاظ على الرابطة الزوجية طيلة حياتهما من خلال الجماع على مدار العام. ويمتد نهج العطاء هذا ليشمل صغارهم، الذين يربيهم الوالدان كفريق واحد، ويبدأون في استكشاف البيئة مع كلا الوالدين.
الثعلب الأحمر.. معلم جيد
يأخذ آباء الثعلب الأحمر الحياة الأسرية على محمل الجد. إذ تشكل الحيوانات آكلة اللحوم في نصف الكرة الشمالي روابط قوية أحادية الزواج إلى حد ما، وتدافع بشدة عن أراضيها ضد غزو الذكور الغرباء. وبمجرد أن تلد الأم، تظل هي وصغارها مختبئين بأمان في العرين بينما يخرج الأب كل بضع ساعات لإحضار الطعام. وعندما يخرج الجراء من العرين، يصبح الأب معلمًا يقظًا، يعلم الصغار كيف يصطادون الفرائس من خلال تقديم دروسًا لهم عن طريق إخفاء الطعام لتدريبهم على محاولة إيجاده.
أسماك المهرج وهرمون الحب
من بين العدد المحدود من أنواع الأسماك التي توفر الرعاية الأبوية، يترك نصفها تقريبًا، بما في ذلك 30 نوعًا من أسماك المهرج، مثل هذه الواجبات للأب.
تجذب الذكور الإناث عن طريق تنظيف منطقة في قاع البحر بالقرب من شقائق النعمان البحرية. وتضع الأنثى البيض في المكان، الذي يخصصه الذكر ثم يقوم بحراسته حتى يفقس، وكذلك يقوم بتهوية العش وتنظيفه منن أي طفيليات. وتظهر الأبحاث أن سلوك تربية ذكر سمكة المهرج يحفزه هرمون، على غرار الدور الذي يلعبه الأوكسيتوسين (ما يسمى بهرمون الحب) في تربية البشر.
أباء البطاريق.. بناة مهرة
تستخدم ذكور البطريق أديلي الصخور لخلق أعشاش جميلة للإناث، والتي غالبًا ما تجرب عدة أعشاش قبل أن تقوم باختيارها النهائي، تقول "إيما ماركس"، من جامعة أوكلاند النيوزيلندية، :"لقد رأيت صغارًا من الذكور يبنون أعشاشًا من عظام وأجنحة البطريق المتبقية، والتي كانت مروعة جدًا ولكنها كانت المادة الوحيدة المتاحة!" بالنسبة لبطاريق أديلي يجب ألا يكون الآباء المحتملون مجرد بناة منازل مهرة؛ وينتج الذكر الذي لديه المزيد من الدهون في الجسم نغمة مختلفة عند إجراء نداء التزاوج، وتظهر الأبحاث أن الإناث تفضل هذه البطاريق البدينة. وذلك لأن الذكور الأكبر حجمًا لديهم احتياطيات طاقة أكبر للصيام أثناء احتضان البيض، مما يجعلهم أكثر موثوقية. وبمجرد أن تضع الأنثى بيضها، يتناوب الوالدان على احتضان البيض لفترات طويلة. وبعد أن يخرج الصغار للحياة يقدم لها الأب وجبات مغذية من الأسماك والكريل.
القطرس..أبوة للأبد
على الرغم من أن طيور القطرس المتجولة تقضي معظم حياتها في البحر، إلا أنها تعود دائمًا إلى موطنها في نفس الجزيرة وشريكه مدى الحياة. تنتج هذه الطيور طويلة العمر بيضة واحدة ثمينة كل عامين. ويختار آباء طيور القطرس موقع العش، ويقوم الوالدان بحضانة البيضة معًا وتربية الفرخ لمدة عام تقريبًا. خلال ذلك الوقت، يعتمد الصغير كليًا على والديه في الطعام. لكن الأب الذي يمتلك براعة الصيد يصبح المعيل الأساسي. قد يقوم أب طائر القطرس بتربية الأبناء على مدى عمره البالغ 50 عامًا. إنها أبوة طويلة الأمد ليس لها مثل في الغالب من قبل أي نوع بما في ذلك البشر.
المصدر: National Geographic
يدحض بحثٌ جديد الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن مزيج ألوان الظربان -الأبيض والأسود- هو ما يدفع الحيوانات ومن ضمنها القيوط للابتعاد عنها
هل تقول قطتك "أحبك " أم تقول "أريد الطعام"؟ هذا التطبيق الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي يتعهد بتفسير ما تقوله القطط
بالإضافة إلى التحقيق في مفهوم العلامات المنفرة Aposematism، تعزز الدراسة الجديدة فكرة أن شخصيات الحيوانات من الفصيلة ذاتها تتفاوت ضمن مجموعاتها فعلى سبيل المثال، تم رش أحد ذئاب القيوط الذي يتسم...