زراعة الشعاب المرجانية لمواجهة تغير المناخ

شعاب مرجانية. الصورة: Shuterstock

زراعة الشعاب المرجانية لمواجهة تغير المناخ

ابيضاض الشعاب المرجانية يعد كارثة للبيئة البحرية ولكن بعض الشعاب لديها القدرة على التعافي.

3 June 2021

تتكرر أحداث ابيضاض الشعاب المرجانية بشكل متزايد، مهددة البيئة البحرية، مما يدفع العلماء للتركيز على منح الشعاب المرجانية المزيد من الوقت للتشبث في مواجهة ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات.

ويحدث ابيضاض  الشعاب المرجانية عند موت أو طرد الطحالب التكافلية المجهرية المسماة zooxanthellae التي تعيش في أنسجة المرجان، مما يؤدي إلى ضعف ومرض المرجان وتغير لونه إلى اللون الأبيض، حيث تشكل الطحالب مصدرًا رئيسيًا للغذاء وللألوان الزاهية للمرجان، ويرجح العلماء أن السبب الرئيسي لابيضاض المرجان هو ارتفاع درجات حرارة المحيطات.

وفيما يعد ابيضاض الشعاب كارثة للبيئة البحرية، فإن بعض الشعاب المرجانية لديها القدرة على التعافي، وبإمكان البعض الآخر مقاومة التبييض تمامًا. ووفق دراسة جديدة فإنه بمقدور الشعاب المرجانية التي صمدت أمام الابيضاض الشديد، المحافظة على خصائصها المرنة حين تم نقلها إلى مستعمرات شعاب مرجانية مختلفة أو متضررة.

ويعيش المرجان على نحو تكافلي مع طحالب التركيب الضوئي، التي تستوطن في أنسجته وتوفر له الغذاء الأساسي و (الألوان). لكن درجات الحرارة المرتفعة وغيرها من عوامل الإجهاد يمكن أن تحول الطحالب إلى كائنات سامة. وعندما يحدث ذلك، قد تنفق الطحالب أو يطرحها المرجان؛ وهي عملية تُعرف باسم التبيّض (Bleaching) لأن أنسجة المرجان الصافية وهيكله الأبيض من كربونات الكالسيوم، تصبح مكشوفة. وإذا لم يستطع المرجان استعادة علاقته مع الطحالب، فإنه إما أن ينفق جوعًا أو يستسلم للمرض.

وقد وجد باحثون بقيادة "كيتي باروت"، من جامعة بنسلفانيا الأميركية، أن الشعاب المرجانية المرنة التي تم اختبارها في التكيف مع تغيرات المناخ يمكن أن تزدهر حتى عند زراعتها في بيئة مختلفة وتعرضها لدرجات حرارة إضافية، من خلال تجارب أجروها في منطقتين من الشعاب المرجانية في خليج كانيوهي في هاواي بجزيرة أواهو، وتقدم النتائج التي نشرت في دراسة جديدة في مجلة  Proceedings of the National Academy of Sciences، بريقًا من الأمل لمستقبل الشعاب المرجانية.

وحدد الباحثون المستعمرات المرجانية التي قاومت التبييض خلال حدث الابيضاض الأكثر خطورة في هاواي عام 2015، وجمعوا عينات منها في كل من المنطقتين. ووجدوا أنه يمكن لقطعة مأخوذة من مستعمرة أن تنمو مرة أخرى ولها نفس جينات المرجان "الأم"، لأن الشعاب المرجانية كائنات مستنسخة، لذا قام الفريق بالاحتفاظ ببعض العينات من الشعاب المرجانية الأصلية وزرعوا البعض الآخر في الشعاب المرجانية الثانية، ثم قاموا بتتبع صحة الشعاب المرجانية وظروف البيئة المحيطة بعناية، وقاس الفريق معدلات التمثيل الضوئي، والتمثيل الغذائي، وصحة الطحالب التكافلية، ووجدوا أن الشعاب المرجانية المقاومة للتبييض بقيت على هذا النحو، حتى في بيئة جديدة.

وتعد زراعة المرجان هي أحد الاستراتيجيات التي تمت تجربتها في الحيد المرجاني العظيم في استراليا، وأظهرت هذه الطريقة نتائج واعدة في تجديد الشعاب المرجانية التي تضررت بسبب تغير المناخ أو غيره من الأنشطة البشرية الضارة، ونجاح هذا الحل يتطلب وجود المرجان "الناجي" الذي أثبت قوته وقدرته على البقاء في مواجهة الظروف الصعبة لمواصلة إظهار خصائصه المرنة بعد نقله إلى بيئة جديد..

في حين أن نتائج دراسة الزرع واعدة، إلا أنها تشكل حلاً مؤقتًا لتهديد تغير المناخ، وبحسب "كاتي باروت" فإننا بحاجة إلى إجراء عالمي بشأن تغير المناخ فالشعاب المرجانية المقاومة للتبييض لن تبقى على قيد الحياة إلى الأبد إذا استمر ارتفاع درجة حرارة المحيطات بنفس الوتيرة المتسارعة.

ويُقدّر الخبراء أن الشعاب تنفع على نحو مباشر أكثر من نصف مليار شخص، إذ تسهم بعشرات المليارات من الدولارات سنويًا في الاقتصاد العالمي من خلال السياحة وحدها. وفضلًا عن ذلك، فإن قيمة الشعاب المرجانية للنفسية البشرية -من خلال تجربتها مباشرة، أو مجرد المعرفة بوجودها- لا ينكرها إلا جاحد. إذن، فمعاناة كثير من الشعاب المرجانية تحت وطأة الحرارة المرتفعة، هي أمرٌ جَلل؛ على أن التأثيرات تتفاوت وتختلف.

المصدر: Eurekalert

علوم

في بحث رائد مع الأكاديمية الصينية للعلوم

فهم جينات الشاهين يساعدنا في حمايته

صندوق محمد بن زايد يكتشف الجين الوراثي المحوري في توجيه هجرة صقور الشاهين 

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

علوم فلك

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

يعود اليوم النيادي إلى أرض وطنه بعد بعد إكماله لنحو 4000 ساعة عمل في الفضاء.

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

علوم فلك

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

يواصل النيادي استعدادات العودة إلى كوكب الأرض بعد إنجاز المَهمة التي امتدت لـ6 أشهر، شارك خلالها في أكثر من 200 تجربة علمية.