حمى المحيطات: موجة حر مفاجئة تصيب المسطحات المائية

حمى المحيطات

حمى المحيطات: موجة حر مفاجئة تصيب المسطحات المائية

ستشهد جميع المحيطات موجات حرارية بحرية أكثر تواترًا وأطول أمدًا خلال السنوات المقبلة

19 مايو 2021

خلال صيف عام 2011، نفقت أعداد هائلة من الأسماك على شواطئ غرب أستراليا، كان السبب وراء نفوقها اندفاع كمية هائلة وغير معتادة من المياه الدافئة، أدت لتدمير غابات عشب البحر وهلاك مخلوقات بحرية مهمة. وكادت هذه الكارثة أن تمحي أكثر مصائد الأسماك ربحية في غرب أستراليا، ولم تتعاف بعض هذه المصائد من الآثار الوخيمة إلى اليوم. 

أزمة شواطئ غرب أستراليا لم تكن الوحيدة، إذ لاحظ علماء البيئة العشرات من الأزمات المماثلة في مناطق ساحلية مختلفة حول العالم، وأطلقوا عليها اسم "موجات الحرّ البحرية". هذه الظاهرة يعرفها العلماء بأنها موجات دافئة في المياه السطحية للمحيط، تصل درجة حرارة المياه خلالها إلى عتبة أعلى بكثير من المعدل الطبيعي، وتستمر لمدة 5 أيام على الأقل وتسبب في حدوث أضرار جمة للنظم البيئية.  ويكافح العلماء من أجل التنبؤ بوقت عصفها للمحيطات لتفادي أخطارها.

وتقول "بيبا مور"، عالمة البيئة البحرية في جامعة نيوكاسل البريطانية، إن عواقب موجات الحرارة المحيطية يمكن أن يتردد صداها في السلسلة الغذائية، ففي شمال غرب المحيط الهادي، أدت موجة الحر البحرية التي حدثت في الفترة بين 2013 إلى 2016 والمعروفة باسم "The Blob" إلى تدمير العوالق النباتية مما أدى إلى تراجع أعداد سلمون الشينوك، ونفق نحو مليون طائر بحري في خليج ألاسكا، وابيضت كميات هائلة من الشعاب المرجانية. 

تنظيف المحيطات

وأثناء دراسة موجة حر المحيطات التي أصابت البرازيل في صيف 2014، اكتشفت "ريجينا رودريغيز"، عالمة المحيطات الفيزيائية، أن النظام الجوي عالي الضغط وطويل الأمد مرتبط بظاهرة تُعرف باسم حجب الغلاف الجوي، وهي أحد أكثر الدوافع شيوعًا لموجات الحر البحرية وموجات الحر على اليابسة، حيث تؤدي هذه الظاهرة إلى تطاير السحب وتهدئة الرياح، وتسمح قلة الغيوم بوصول المزيد من أشعة الشمس إلى المحيط وتدفئته، بينما يمنع الهواء الساكن اختلاط الماء وتبخره. ولكن في بعض الأحيان، يختبئ سبب موجة الحرارة البحرية في المحيط نفسه، ففي غرب أستراليا، نما تيار "ليوين" المتدفق جنوبًا، وحمل اشتداد التيار كميات كبيرة من المياه الدافئة من المحيط الهندي، غامرًا مئات الكيلومترات من الساحل في موجة حر استمرت لأشهر.

مثل نظيراتها في الغلاف الجوي، تزداد موجات الحر البحرية سوءًا، فالتغير المناخي يزيد من تواترها، ويطيل من مدتها، ويدفعها إلى درجات حرارة أعلى، وكل هذا يجعل فهم أسبابها وتعلم كيفية التنبؤ بها أشد صعوبة. ووفق "سين جوبتا"، عالم المناخ والمحيطات في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، فإن بعض النماذج يمكن أن تكون قادرة على التنبؤ بالأحداث الفردية، قبل أيام قليلة أو بأسبوع، ومع ذلك، فإن الطبيعة المضطربة للنظام المناخي تجعل التنبؤ بالأحداث الفردية أكثر صعوبة. 

وقد أظهرت العديد من الدراسات أنه حتى في ظل سيناريوهات الاحتباس الحراري المعتدل، ستشهد جميع المحيطات تقريبًا موجات حرارية بحرية أكثر تواترًا وأطول أمدًا خلال السنوات المقبلة. ويخشى العلماء أن ترتفع درجة حرارة معظم المحيطات في القرن المقبل، مما سيؤدي إلى غدو أجزاء كبيرة من الكوكب في حالة من موجة الحر البحرية الدائمة.

المصدر: Nature

علوم

في بحث رائد مع الأكاديمية الصينية للعلوم

فهم جينات الشاهين يساعدنا في حمايته

صندوق محمد بن زايد يكتشف الجين الوراثي المحوري في توجيه هجرة صقور الشاهين 

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

علوم فلك

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

يعود اليوم النيادي إلى أرض وطنه بعد بعد إكماله لنحو 4000 ساعة عمل في الفضاء.

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

علوم فلك

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

يواصل النيادي استعدادات العودة إلى كوكب الأرض بعد إنجاز المَهمة التي امتدت لـ6 أشهر، شارك خلالها في أكثر من 200 تجربة علمية.