هَبَّة لإنقاذ أضخم جوارح الأمازون

سيُشكِّل حيوان مدرَّعٍ اصطيد حديثًا وجبةً لهذا الفرخ الجائع. يراقب العلماء هذا العش ضمن جهود لحماية عُقبان هاربي في المناطق الأكثر عرضة لإزالة الغابات.

هَبَّة لإنقاذ أضخم جوارح الأمازون

يقول عالم الأحياء، "إيفرتون ميراندا"، إن السياحة البيئية ما فتئت تنفع عُقبان هاربي، من خلال البرهنة لملّاك الأراضي على أن "الغابة ليست مكانًا عقيمًا من الناحية الاقتصادية". ويعتقد هذا العالِم أن منطقة الأمازون، حيث يعمل، يمكنها في نهاية المطاف أن تجتذب مئات الزوار لمشاهدة أعشاش عُقبان هاربي كل عام. وسيشكل ذلك نعمة لهذه الجوارح ولأنواع أخرى لا حصر لها في الغابة، وكذلك للناس الذين يعيشون هناك.

هَبَّة لإنقاذ أضخم جوارح الأمازون

يمتلك هذا الطائر الجارح جناحين قصيرين نسبيًا، مما يتيح له المناورة عبر الأدغال الكثيفة. وبمقدوره انتزاع حيوان الكسلان من شجرة، والطيران بغزال صغير. ويعود عُقاب هاربي هذا إلى عشه ببقايا حيوان الشيهم.

هَبَّة لإنقاذ أضخم جوارح الأمازون

توجد عُقبان "هاربي" اليوم بالأساس في غابات الأمازون المطرية، حيث يؤدي قطع الأشجار لغرض تربية الأبقار إلى تدمير موئلها. ويأمل أنصار الطبيعة أن يَحُدّ مُربُّو الأبقار من عمليات إزالة الغابات إنْ هُم جنَوا مالًا كافيًا من السياح الذين يدفعون لقاء رؤية العُقبان في أعشاشها من أبراج كهذا الذي في الصورة.

هَبَّة لإنقاذ أضخم جوارح الأمازون

تتضافر جهود العلماء وجامعي الجوز البرازيلي ومُلّاك الأراضي وأرباب السياحة، للإسهام في صون أحد أكبر جوارح العالم.

قلم: رايشل نوير

عدسة: كارين آغنر

1 أكتوبر 2020 - تابع لعدد أكتوبر 2020

كان يُفترض أننا سلكنا دربًا مختصرًا، ولكنّي وجدتُ نفسي أسير في مستنقعات ذات مياه بنية يصل ارتفاعها حتى خصري، حيث تعثرت بجذوع الأشجار المغمورة، وخفضت رأسي مرارًا وتكرارا متفاديةً أغصان وردٍ بري تَعجُّ بالنمل، واندفعت خلال ستائر دبقة من شبكات العناكب. كنت أسير في أعقاب عالم الأحياء البرازيلي، "إيفرتون ميراندا". وقد خسرنا كاميرا باهظة الثمن بعد أن سقطت من المساعد الميداني، "إدسون أوليفيرا"، في بركة طافحة بالمياه؛ كما تَورَّم مكانُ لسعة دبّور على ساعد المصورة الفوتوغرافية، "كارين آغنر"، فصار بحجم ولون حبة طماطم ممتلئة. ولكن لم يكن هناك مجال حتى للتفكير في التراجع؛ فمَهمَّتنا التي جئنا من أجلها ضرورية للغاية. فلقد كنا هناك للعثور على عش عُقاب "هاربي" مُربك وبعيد المنال، يُشاع أنه يقع على بعد نحو 1.5 كيلومتر داخل هذه الرقعة من غابات الأمازون المطرية في "ماتو غروسو"، وهي ولاية تزيد مساحتها بقليل عن 900 ألف كيلومتر مربع.

يُعـرَف عُقـاب هـاربي لــدى الجمـهور أيضـًا باسـم العُقــاب "المخـادع" واسمـه العلـمي (Harpia harpyja)، وهـو أحد أكبر أنواع العُقبان على وجه الأرض، ويُعدّ من بين الطيور الأروع والأبهى على الإطلاق. وهو أيضا في مقدمة الطيور المحبَّبة لدى العديد من مراقبي الطيور، بفضل جسمه الصقيل أحادي اللون، وعيونه الشرسة، وريش وجهه الغزير الذي يشبه الضفائر. ويمتلك هذا العُقاب مخالب قادرة على انتزاع حيوان الكسلان من غصن شجرة، إذ يمكن أن تنمو له مخالب أكبر من مخالب الدب البني؛ ويمكن أن يبلغ وزن أنثاه حتى 11 كيلوجرامًا. يقول ميراندا: "تشبه هذه الطيور تلك الحيوانات التي نسمع عنها في القصص الخرافية". تحتل عُقبان هاربي موقعًا في قمة هرم الحيوانات المفترسة، ولذا تؤدي دورًا بيئيًا مُهما إذ تساعد في الحفاظ على توازن مجموعات الأنواع التي تتغذى عليها. وفي ذلك، يقول "ريتشارد واتسون"، الرئيس والمدير التنفيذي لـ "مؤسسة الشاهين"، وهي منظمة غير ربحية تُعنَى بصون الطبيعة وتَقود برنامجًا مخصصًا للحفاظ على عُقاب هاربي في بنما: "إذا تمكنا من الحفاظ على عُقبان هاربي، فإننا بذلك نصون كل أشكال التنوع البيولوجي في النظام البيئي الذي تعيش فيه هذه الطيور".

لا أحد يعرف عددَ ما تبقى منها في البرية، لكن العلماء يعرفون حقَّ المعرفة أنها في طريقها إلى الانقراض. ففي زمن مضى، عاشت هذه الجوارح القوية في مناطق امتدت من جنوب المكسيك إلى شمال الأرجنتين، ولكن منذ مطلع القرن التاسع عشر تقلص نطاقها الجغرافي بأكثر من 40 بالمئة حتى أصبح اليوم يقتصر في أغلبه على الأمازون، كما يقول ميراندا. ولا تظهر أي مؤشرات على تراجع عمليات تجريد الغابات من أشجارها -وهو التهديد الرئيس لبقاء هذه العُقبان- من أجل الزراعة والتعدين والإعمار. وحسب تقديرات ميراندا، فإن 55 هكتارا من الغابات قد تم تدميرها كل ساعة بمنطقة الأمازون البرازيلية في أوائل عام 2020.

 

اختلاف شخصيات الحيوانات وطباعها

اختلاف شخصيات الحيوانات وطباعها

بالإضافة إلى التحقيق في مفهوم العلامات المنفرة Aposematism، تعزز الدراسة الجديدة فكرة أن شخصيات الحيوانات من الفصيلة ذاتها تتفاوت ضمن مجموعاتها فعلى سبيل المثال، تم رش أحد ذئاب القيوط الذي يتسم...

هل تود معرفة ما الذي تحاول قطتك إخبارك به؟ تقنية حديثة تترجم مواء القطط

وحيش سلوك

هل تود معرفة ما الذي تحاول قطتك إخبارك به؟ تقنية حديثة تترجم مواء القطط

هل تقول قطتك "أحبك " أم تقول "أريد الطعام"؟ هذا التطبيق الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي يتعهد بتفسير ما تقوله القطط

هل تولد الحيوانات المفترسة بخوفٍ غريزي من الظربان؟

وحيش سلوك

هل تولد الحيوانات المفترسة بخوفٍ غريزي من الظربان؟

يدحض بحثٌ جديد الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن مزيج ألوان الظربان -الأبيض والأسود- هو ما يدفع الحيوانات ومن ضمنها القيوط للابتعاد عنها