جمجمة رضيعة تكشف عن أصول الأميركيين

واشنطن- رويترز
كشف باحثون يوم الأربعاء، إنهم توصلوا إلى إجابة لسؤال شغل الكثيرين لفترة طويلة وهو: متى وصل البشر إلى الأميركيتين وكيف؟ وقال الباحثون إنهم توصلوا لذلك بعد تحليل عينة من الحمض النووي، الذي أخذ من جمجمة رضيعة توفيت في سن ستة أسابيع واستخرجت رفاتها -التي تعود إلى نحو 11500 عام- من موقع دفن بولاية "ألاسكا" الأميركية. أضاف العلماء أن دراسة الخريطة الجينية "الجينوم" للرضيعة كشفت عن موجة هجرة واحدة فقط إلى الأميركيتين، عبر جسر بري كان يشق مضيق "بيرينغ" ويصل بين "سيبيريا" وألاسكا خلال العصر الجليدي، وفي وقتنا الحاضر تغمر المياه هذا الجسر. وقال الباحثون إن الرضيعة التي أطلقوا عليها اسم "طفلة الشمس المشرقة"، تنتمي إلى سكان أميركيين أصليين لم يعرف عنهم شيء من قبل، وينحدرون من هؤلاء المهاجرين.
من جانبه قال "بن بوتر"، وهو خبير الآثار في جامعة "ألاسكا فيربانكس": "تقدم الدراسة أول دليل وراثي مباشر يثبت أن كل الأميركيين الأصليين يعودون إلى نفس مصدر السكان خلال أواخر العصر الجليدي". ودرس الباحثون جينوم الطفلة الرضيعة وبيانات جينية تغطي مجموعات سكانية أخرى لتحديد كيف ومتى وصل الإنسان إلى الأميركيتين؟وقال الباحثون إن مجموعة من أسلاف الأميركيين الأصليين انفصلوا عن سكان في شرق آسيا قبل نحو 36 ألف عام، وبعد آلاف السنين عبروا الجسر البري. وتشعبت هذه المجموعة إلى سلالتين قبل نحو 20 ألف عام. وارتحلت السلالة الأولى جنوبا على الجليد الذي غطى معظم أميركا الشمالية ما بين 20 و 15 ألف عام، وانتشرت في مناطق أميركا الشمالية والجنوبية وأصبحوا أسلاف السكان الأميركيين الأصليين المعروفين اليوم.
أما الشعبة الثانية فهي المجموعة السكانية المعروفة مؤخرا ويطلق عليها اسم "أبناء بيرينغ القدماء" ومنهم تنحدر الطفلة الرضيعة. وفي النهاية اختفت هذه المجموعة السكانية حيث يرجح أنها انصهرت في تركيبة سكانية أخرى استوطنت في ألاسكا في وقت لاحق. وكان علماء طرحوا فرضيات في السابق تحدثت عن موجات هجرة متعددة عبر الجسر البري تعود إلى 14 ألف عام مضت.