2 يناير 2019
رويترز
اتصلت مركبة الفضاء "نيو هورايزونز" التابعة لـ "إدارة الطيران والفضاء الأميركية" (ناسا) بالأرض يوم أمس الثلاثاء، بعد رحلة أخذتها إلى أبعد منطقة يستكشفها البشر على الإطلاق؛ وهي صخرة متجمدة على حافة المجموعة الشمسية، يأمل العلماء أن تبوح بأسرار حول نشأة مجموعتنا الشمسية. وقطعت المركبة -التي تعمل بالطاقة النووية- مسافة بلغت نحو 6.4 مليار كيلومتر، وعلى ارتفاع 3540 كيلومترا من الصخرة الفضائية "ألتيما تولي" البالغ طولها 32 كيلومترا، والتي تسبح في قلب حزام "كويبر".
وهلل المهندسون في "مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية" بولاية ماريلاند الأميركية، عندما وصلت الإشارات الأولى التي بعثت بها مركبة الفضاء عبر شبكة الفضاء السحيق التابعة لوكالة ناسا عند الساعة 10:28 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (15:28 بتوقيت غرينتش). وقالت "أليس بومان"، مديرة عمليات المهمة: "لدينا مركبة فضاء بحالة جيدة للغاية". وقالت ناسا إن المركبة ستبعث بالمزيد من الصور والبيانات من الصخرة الفضائية "ألتيما تولي" خلال الأيام المقبلة. وانطلقت المركبة -نيو هورايزونز- في يناير عام 2006 صوب أطراف المجموعة الشمسية لدراسة الكوكب القزم "بلوتو" وأقماره الخمسة. وقال "ألان ستيرن"، الباحث الرئيس المختص بالمركبة: "أجرت مركبة الفضاء الأميركية [نيو هورايزونز] أبعد عملية استكشاف في تاريخ البشرية، وأنجزت ذلك بشكل مذهل". وأضاف ستيرن إن صورة لصخرة "ألتيما تولي"، أُرسلت الليلة الماضية ولم تحمل تفاصيل أكثر تذكر عن صور سابقة. مما يزداد الغموض بشأن ما إذا كانت "ألتيما تولي" صخرة واحدة تشبه حبة فول سوداني غير متماثلة، أم أنها فعليا صخرتان تدوران حول بعضهما و"صورتهما مشوشة بسبب قربهما من بعضهما". وخلال اقتراب المركبة من بلوتو عام 2015، اكتشفت المركبة أن بلوتو أكبر قليلا مما كان يعتقد.
والآن بعد أن قطعت 1.6 مليار كيلومتر بعد بلوتو في حزام كويبر في مهمتها الثانية، سوف تدرس المركبة على مدى شهور تركيبة الغلاف الجوي لـ "ألتيما تولي" وتضاريسها ومعرفة التركيب الكيميائي؛ بحثا عن مفاتيح لحل لغز تكوين المجموعة الشمسية وكواكبها. وتقول ناسا إن العلماء لم يكونوا قد اكتشفوا "ألتيما تولي" عند إطلاق المركبة، مما يجعل مهمتها فريدة من نوعها. إذ رصد علماء الفلك "ألتيما تولي" باستخدام "تلسكوب هابل الفضائي" في عام 2014، واختاروه في العام التالي لمهمة (نيو هورايزونز) التالية.
وعلى الرغم من أن مهمة "نيو هورايزونز" تمثل أكبر اقتراب من جسم على هذا البعد داخل مجموعتنا الشمسية، إلا أن مسبارين أطلقتهما ناسا عام 1977 هما "فويجر 1 و 2"، لاستكشاف الفضاء السحيق، وصلا إلى مسافات أبعد في مهمة لدراسة أجسام خارج المجموعة الشمسية، ولم تنته مهمتهما بعد.