قد تكون هوليوود وصلت الى المريخ لإنقاذ رائد فضاء تائه، إلا أن غزو الكوكب الأحمر في الواقع لا يزال بعيداً، كما يظهر التقرير الأخير للوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) حول استراتيجية استكشافه.
في هذه الوثيقة الواقعة في 36 صفحة، شددت «ناسا» على العوائق الكثيرة التي ينبغي تجاوزها قبل ان يتمكن الانسان من الهبوط على المريخ. وإذ أكدت إمكان «حل» هذه الصعاب، فإنها لم تحدد موعداً لمهمتها الأولى الى المريخ او كلفتها المحتملة، ويشير المسؤولون حتى الآن الى العام 2030.
إلا أن رئيس «ناسا» تشارلز بولدن أعرب عن تفاؤله في بيان مؤكداً أن «الوكالة لم تكن يوماً قريبة مثلما هي الآن من إرسال رواد أميركيين الى المريخ»، مشدداً على أهمية التعاون مع شركاء دوليين والقطاع الخاص في هذا المشروع. وجاء في التقرير أن «العيش في الفضاء والعمل فيه يتطلبان تقبل الأخطار، إلا أن الأمر يستحق ذلك والهدف قابل للتنفيذ». والأخطار كثيرة خلال الرحلة الى المريخ. فإلى جانب الإشعاعات الكونية التي تزيد كثيراً خطر الإصابة بالسرطان، يؤدي غياب الجاذبية خلال فترة طويلة الى تراجع في كثافة العظام وكتلة العضلات وضعف في النظام المناعي.
وينبغي على الوكالة تطوير بزات جديدة منها تلك المخصصة للسباحة في الفضاء وتطوير نظام دفع كهربائي للمركبة يعمل بالطاقة الشمسية. وهي في حاجة ايضاً الى استحداث نظام هبوط للمركبــة البــالغ وزنها أطناناً وهو أمر معقد جداً.
وأوضح التقرير ان «النجاح في كل هذه التحديات سيكون اساسياً للقيام بمهمة على المريخ»، مشـيراً الى استراتيجية بثلاث مراحل.
وبوشرت المرحلة الأولى مع رواد فضاء يتناوبون على مهمات طويلة في محطة الفضاء، بينهم اميركي وروسي سيبقيان فيها سنة لدرس انعكاسات الاقامة المطولة في الفضاء على جسم الانسان. وينبغي على طلائع مستشكفي المريخ ان يتمتعوا باستقلالية أكبر، لذلك تنص استراتيجية «ناسا» على مرحلة ثانية لتحضير الرواد للحياة في الفضاء البعيد.
واشنطن- أ ف ب