1 ابريل 2019
رويترز
كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين تزيد لديهم عوامل الإصابة بأمراض القلب مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بتغيرات في المخ؛ ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالخرف. وفحص الباحثون بيانات 9772 بالغا خضعوا جميعا لفحص المخ بالرنين المغناطيسي مرة واحدة على الأقل، وقدموا معلومات عن صحتهم العامة وسجلاتهم الطبية. وركزت الدراسة على وجود صلة بين بنية المخ وما يسمى "عوامل الإصابة بأمراض القلب" والأوعية الدموية. ووجدوا أنه باستثناء ارتفاع الكولسترول، فإن جميع عوامل الخطر الأخرى وهي التدخين وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والسمنة، كانت مرتبطة بتغيرات دماغية غير طبيعية يعاني منها المصابون بالخرف.
إذ كلما زادت عوامل الإصابة بأمراض الأوعية الدموية، كلما تدهورت صحة المخ كما يتضح من انكماش حجمه، وتراجع حجم المادة الرمادية (وهي أنسجة توجد بالأساس على سطح المخ، ومسؤولة عن إصدار الأوامر لكافة أعضاء الجسم، المعروفة باسم "الإشارات العصبية")، واعتلال المادة البيضاء (وهي أنسجة موجودة في الأجزاء العميقة من المخ، ووظيفتها نقل الإشارات العصبية إلى باقي أعضاء الجسم).
وقال "سيمون كوكس"، من "جامعة إدنبره" وقائد فريق الدراسة: "هناك بعض الأشياء التي تسهم في شيخوخة المخ والوظائف الإدراكية، والتي لا نستطيع أن نغيرها [مثل جيناتنا]؛ ولذا يمكننا النظر إلى هذا الأمر على أنه قائمة من الأشياء التي نملك بعض السيطرة عليها أو ما يسمى بـ [عوامل الخطر المرنة]". وأضاف كوكس: "هناك الكثير من المنافع الأخرى التي يمكن أن نجنيها من وراء تحسين صحة القلب والأوعية الدموية -مثل تحسين النظام الغذائي والوزن وممارسة الرياضة والسيطرة على نسبة السكر في الدم والإقلاع عن التدخين- ولكن هناك أدلة قوية أخرى ترجح أن من هذه المنافع أيضا الحفاظ على صحة المخ". وظهرت أقوى الروابط بين عوامل الإصابة بأمراض الأوعية الدموية وبنية المخ في مناطق من الدماغ معروفة بأنها مسؤولة عن مهارات التفكير الأكثر تعقيدا والتي تتدهور أثناء تطور مرض ألزهايمر والخرف. وأفاد الباحثون في "دورية القلب الأوروبية" أن عوامل الإصابة بأمراض القلب -فيما يبدو- تؤثر على صحة المخ في منتصف العمر بقدر ما تفعل في الكبر.