8 ديسمبر 2019
رويترز
توجه روبوت يتحلى بالذكاء الصناعي ومزود بمجسات صوتية تستشعر الانفعالات إلى محطة الفضاء الدولية بعد إطلاقه من ولاية "فلوريدا" الأميركية، الأسبوع الماضي. والروبوت "سيمون 2" هو روبوت بشري مزود بميكروفونات وكاميرات ومجموعة من البرامج، تمكنه من تمييز المشاعر الإنسانية. وكان الروبوت من بين 2585 كيلوجراما من الإمدادات التي حملها صاروخ "فالكون 9"، الذي طورته شركة "سبيس إكس".
وقال "ماتياس بينيوك" الذي قاد فريق تطوير الروبوت: "الهدف هو إيجاد رفيق حقيقي. فالعلاقة بين رائد فضاء وسيمون 2 مهمة حقا.. سيحاول الروبوت أن يفهم ما إذا كان رائد الفضاء حزينا أم غاضبا أم مبتهجا وهكذا". وبناءً على حلول حسابية "خوارزميات" صممتها شركة "إي.بي.إم" وبيانات من "سيمون 1"، وهو نموذج أولي متطابق تقريبا تم إطلاقه في عام 2018، سيكون سيمون 2 أكثر تفاعلا مع أفراد الطاقم. وسيختبر الروبوت الجديد التقنيات الضرورية للبعثات المستقبلية في الفضاء السحيق، حيث تشكل العزلة لفترات طويلة وتأخير الاتصالات مع الأرض مخاطر على صحة رواد الفضاء العقلية.
وتم تصميم سيمون 2 لتقديم يد العون لرواد الفضاء في إجراء تجارب علمية، وتدريبه أيضا على التحدث باللغة الإنجليزية للمساعدة في تخفيف التفكير الجماعي، وهي ظاهرة سلوكية يمكن فيها دفع مجموعات معزولة من البشر لاتخاذ قرارات غير عقلانية. وأضاف بينيوك: "التفكير الجماعي أمر خطير حقا". وقال إنه في أوقات النزاع أو الخلاف بين رواد الفضاء فإن أحد أهم مهام سيمون 2 الرئيسة هو أن يكون "جهة خارجية موضوعية يمكنك التحدث إليها إذا كنت وحيدا، بل يمكنه أن يساعد على أن تعود المجموعة للتعاون من جديد".
وقال مهندسون إن مفهوم سيمون مستوحى من سلسلة قصص خيال علمي هزلية تدور في الفضاء في أربعينيات القرن الماضي، إذ يقوم روبوت مرهف العواطف على شكل مخ يدعى البروفيسور "سيمون" بإرشاد رائد فضاء يدعى الكابتن "فيوتشر". ويشبه سيمون 2 أيضا الكمبيوتر "هال" في فيلم "2001:أويسا الفضاء" (2001: A Space Odyssey).