18 ديسمبر 2017
بي بي سي عربي
يمكن للعواصف القوية على سطح كوكبنا إنتاج هزات تساعد الجيولوجيين على معرفة ما قد يكون عليه باطن الأرض. وبحكم موقع ولاية "مين" الأميركية على ساحل المحيط الأطلسي في أميركا الشمالية، فإن العواصف الموسمية ليست غريبة عليها. فقد عايشت أعاصير متعددة، وعاصفة ثلجية تاريخية كانت قد شلت تلك الولاية. ففي نوفمبر الماضي، بات حوالى 484 ألف شخص من سكان ولاية "مين" -ما يقرب من ثلثي عدد سكان الولاية- في الظلام عندما ضربت عاصفة شرسة مفاجئة خطوط الطاقة لأكثر من أسبوع في بعض المناطق.
فقد ضرب "مين" نوع من الأعاصير يعرف باسم "إعصار القنابل"، وهو مصطلح يشير إلى حالة متطرفة للطقس يسميها علماء الأرصاد الجوية "الأعاصير المتفجرة"، أو في اللحظات الأقل مبالغة، يعتبرونها تغييرا سريعا وحادا في الضغط المنخفض. ويمكن للعواصف التي تسير بسرعة الأعاصير، والتي يولدها هذا النظام أن تقتلع الأشجار وتدمر خطوط الطاقة. كما يمكنها أن تجلب فيضانات خاطفة، وتتسبب في ظواهر مثل التعرية.
ويقول "كريس ليغرو"، إخصائي الأرصاد الجوية، إن الرياح القوية الناتجة عن الأعاصير المتفجرة يمكن أن تنتج موجات كبيرة في المحيطات، يتراوح ارتفاعها في كثير من الأحيان ما بين 7 إلى 10 أمتار. وعندما تتفاعل هذه الأمواج الضخمة مع قاع البحر، فإنها تولد هزات خفيفة يمكن قياسها في جميع أنحاء العالم على أجهزة قياس الزلازل ويشرح "ليغرو" قائلا: "تنتقل الأمواج الزلزالية عبر المناطق الداخلية للكرة الأرضية، ويمكن أن تقدم نظرة ثاقبة حول نوع المادة التي انتقلت عبرها".