21 أكتوبر 2019
وكالة أنباء الإمارات "وام"
عثر علماء الآثار لدى "دائرة الثقافة والسياحة" في أبوظبي على أقدم لؤلؤة طبيعية في العالم بالموقع الأثري في جزيرة "مروح"، أُطلق عليها اسم "لؤلؤة أبوظبي". وتُظهر الطبقات التي تغطي اللؤلؤة بأنها تعود إلى العصر الحجري الحديث في الفترة ما بين 5800-5600 قبل الميلاد. ويعد هذا الاكتشاف دليلا على وجود مهنة صيد اللؤلؤ والمحار في دولة الإمارات منذ ما يقارب 8 آلاف عام، وهو أقدم دليل مكتشف على صيد اللؤلؤ في العالم.
وستُعرض "لؤلؤة أبوظبي" المعارة من مجموعة مقتنيات "متحف زايد الوطني"، لأول مرة أمام الجمهور في المعرض المقبل الذي ينظمه "متحف اللوفر أبوظبي" تحت عنوان "10 آلاف عام من الرفاهية". وكان اللؤلؤ من العناصر الثمينة في العصر الحجري الحديث، وحاليا فإنه يعد من المظاهر التي تدل على الرفاهية ويستخدم كحلي للزينة.
وقال "محمد خليفة المبارك"، رئيس دائرة الثقافة والسياحة: "تُعد لؤلؤة أبوظبي اكتشافا مذهلا، ودليلا على عراقة وقدم أنشطتنا البحرية، كما أن اكتشاف أقدم لؤلؤة في العالم في أبوظبي يكشف أن الكثير من تاريخنا الاقتصادي والثقافي الحديث له جذور عميقة تمتد إلى فجر ما قبل التاريخ، وتعد جزيرة مروح واحدة من أهم المواقع الأثرية لدينا التي نواصل جهودنا في التنقيب فيها وحمايتها، للكشف عن معلومات أثرية مذهلة تخبرنا الكثير عن تاريخ أبوظبي والمنطقة وأسلوب حياة أجدادنا الأوائل". وقبل اكتشاف "لؤلؤة أبوظبي"، كان قد تم اكتشاف أقدم لؤلؤة في دولة الإمارات في موقع يعود للعصر الحجري الحديث في إمارة أم القيوين، كما تم العثور على العديد من اللآلئ القديمة في مقبرة تعود إلى نفس العصر بالقرب من "جبل البحيص" في إمارة الشارقة؛ إلا أن التأريخ الكربوني يظهر بأن "لؤلؤة أبوظبي" أقدم من هذين الاكتشافين.
وكشفت أحدث عمليات التنقيب في جزيرة "مروح"، الواقعة في الجزء الغربي من إمارة أبوظبي، التي نفذها خبراء الآثار في الدائرة عن المزيد من المعلومات عن أقدم قرية معروفة استوطنها الإنسان في إمارة أبوظبي قبل حوالي 8 آلاف عام، والتي أظهرت أدلة جديدة تلقي الضوء على الممارسات المعمارية والفنية والتقنية المتقدمة التي استخدمها سكان أبوظبي الأوائل في فترات تاريخية مبكرة جدا ترجع إلى العصر الحجري الحديث. وتم اكتشاف موقع مروح للمرة الأولى عام 1992 أثناء مسح أثري للجزيرة، والمكون من بقايا انهيار هياكل صخرية عديدة لمنازل من العصر الحجري الحديث. وإلى جانب اكتشاف "لؤلؤة أبوظبي"، شملت الاكتشافات الأخرى في جزيرة مروح جرة خزفية مستوردة، وخرز مصنوع من الحجر والمحار، والأصداف البحرية، ونصال أسهم من الصوان، وعدد كبير من شظايا أواني فخارية مزخرفة بطلاء كثيف جميل، والتي تعد من أقدم القطع الفنية الزخرفية المعروفة في دولة الإمارات. وستنطلق عمليات تنقيبية رئيسة جديدة في الموقع نفسه للعثور على المزيد من الاكتشافات مع بداية عام 2020.
وشكل اللؤلؤ الدعامة الأساسية لاقتصاد الإمارات لآلاف السنين، إذ يشير "غاسبارو بالبي"، تاجر جواهرمن البندقية والذي سافر عبر المنطقة، إلى أن الجزر قبالة سواحل أبوظبي كانت مصدرا رئيسا للؤلؤ في القرن السادس عشر. ويُذكر بأن هذه الحرفة استمرت بالازدهار حتى ثلاثينيات القرن الماضي قبل ظهور اللؤلؤ الصناعي.