17 مايو 2016
صحيفة الخليج
التنوع البيولوجي، الذي يسمى أحياناً التنوع الحيوي، يهتم بالمملكتين النباتية (Flora) والحيوانية (Fauna) المتواجدتين على الكوكب. وتقدر أعداد الأولى بحوالي 70 ألف نوع من النباتات والثانية بملايين من أنواع الحيوانات. والحفاظ على التنوع البيولوجي يعني توفير الغذاء والسكن والدواء والمصادر الأخرى لحياة الإنسان على الكوكب. وبحسب العديد من البحوث والدراسات، فإن ما تم تسجيله من تعرض للتهديد أنواع عديدة من المملكتين النباتية والحيوانية المتواجدة على الكوكب والتي يقدر عددها إلى ما بين 10 إلى 14 مليون نوع تم توثيق تعرض 1.2 مليون نوع للتهديد بالانقراض ولأسباب عديدة منها طبيعية ومنها من فعل الإنسان ونشاطاته المختلفة.
وحدث انقراض للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية على مر عصور عمر كوكب الأرض الذي يقدر بحوالي 4.54 مليار عام.
الأخطر ما يحدث في العصر حيث تجاوز عدد الأنواع المهددة بالانقراض من المملكتين النباتية والحيوانية بسبب النشاط البشري العدد المهدد بسبب الكوارث الطبيعية. وأظهرت بيانات أصدرتها مجلة الجمعية الحيوانية في لندن أن العالم فقد منذ السبعينات من القرن الماضي ما يقرب من ثلث الحياة البرية التي تعيش فيه. ومن أشد الأنواع تضرراً الأنواع البحرية التي انخفضت أعدادها بنسبة 28% خلال 10 أعوام فقط (1995-2005). وقل عدد طيور المحيطات بنسبة 30% منذ منتصف التسعينات، بينما انخفض عدد الطيور المستقرة فوق اليابسة بنسبة 25%. ومن أكثر المخلوقات التي تضررت الظبي الإفريقي وسمك سمكة السيف «أبوسيف» وسمك القرش المطرقة. وقد يكون «البايجي» أو الدولفين الذي يعيش في نهر يانغتسي أطول أنهار الصين انقرض إلى الأبد. وأتى نشر هذه الإحصائيات قبيل انعقاد اجتماع مؤتمر التنوع الحيوي في مدينة بون الألمانية.
ولكن لماذا هذا الاهتمام بالتنوع البيولوجي؟ ببساطة يمكن القول إن التوازن الكوني الذي أوجده الله سبحانه بين الكائنات الحية إلى جانب الكواكب من أبرز الآيات الربانية التي لن يستطيع أي شخص إنكارها. وحدث العديد من المشاكل في مناطق عديدة من العالم عندما حاولت السلطات المختصة التخلص من أنواع من الحيوانات (طيور وحشرات) أو نباتات، كانت تسبب مشاكل لبني البشر وجد بعد التخلص منها أن وجودها كان سبباً في التخلص من أنواع أخطر من الحيوانات أو النباتات. كما أن اختفاء أنواع من النباتات التي شكلت جزءاً مهماً في اكتشاف علاجات لأمراض تعرض لها الإنسان أو الحيوانات اضطر الإنسان للتعويض عن ذلك بمركبات كيميائية وأدوية.
ولهذه الأسباب وغيرها أصبح الاهتمام بالموروث البيولوجي مهما لأي بلد ولهذا تشكلت البنوك النباتية المحلية والدولية وكذلك إنشاء المحميات الطبيعية كي توفر المؤل المناسبة للحيوانات المهددة بالانقراض وهذا ما اتفق عليه في اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة الأمم المتحدة في 22 ديسمبر/ كانون الأول 2010 باعتبار الأعوام من 2011 إلى 2020 عقد الحفاظ التنوع الحيوي بموجب القرار (65/161) استناداً إلى اتفاقية التنوع الحيوي Convention on Biological Diversity التي تم التوقيع عليها في 5 يونيو/حزيران 1992 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية خلال قمة الأرض والتي أصبحت نافذة في 29 ديسمبر/كانون الأول 1993 بعد تصديق 30 دولة من الدول الموافقة عليها البالغ عددها 168 دولة والدول التي انضمت إليها يبلغ عددها 196 دولة. وتطالب هذه الاتفاقية من الدول الإعلان عن الإجراءات المتخذة للحفاظ على التنوع البيولوجي الوطني كل سنة أو خلال اجتماعات الدول الأطراف في هذه الاتفاقية.
إن الاهتمام بالتنوع البيولوجي ليست مسؤولية الحكومات وحدها معنية، بل الجميع من منظمات المجتمع المدني والأفراد عموماً، لأن الإنسان، وكما أشرنا في البداية، أصبح المهدد الأكبر من خلال نشاطاته وتصرفاته تجاه الكائنات الحية أكثر ضرراً من الكوارث الطبيعية.