بعد تصوير مقطعي محوسب لمومياء طائر مصري، وُجِدَت داخل لفائف من الكتان، تكشّفت حالة نادرة نفق عليها ذلك الطائر؛ إذ يبدو أن هذا العوسق (نوع من أنواع الصقور) قضى مختنقاً خلال محاولته ابتلاع فأر. وقد ذُهل العلماء وهم يشاهدون أمامهم عظمة عصعص تتدلى بطول مريء العوسق، فيما استقر ما تبقى من جسد الفأر في معدته، التي وجدوا داخلها كذلك، بقايا فأرين آخرين على الأقل وعظام ومخالب عصفور. وتقول سليمة إكرام -خبيرة المومياوات- إن هذا يعني ببساطة "أن الطائر التهم من الطعام قدراً لم يطقه".
اعتادت الطيور اللاحمة -في البراري- التهام فريستها ومن ثم هضم ما أمكنها منها، قبل أن تتقيأ بقاياها من قبيل العظام والأسنان. لكن العلماء وجدوا طائرنا هذا متخماً لدرجة أنه لم يجد فرصة للتقيؤ، ما دفع إكرام إلى افتراض أن الطائر كان حبيس قفص وأنه أُطعم غصباً. وربما كان هذا العوسق واحداً من بين ملايين الحيوانات والطيور التي كانت تربى في مصر القديمة، تمهيداً للتضحية بها تقرباً إلى الآلهة قبل تحنيطها، خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 600 قبل الميلاد و250 ميلادية. ووفق هذه النظرية، فإن العوسق كان قرباناً قُدِّم إلى "رع" إله الشمس؛ وبذلك واجه مصيره المحتوم حتى وإن لم يكن قد نفق مختنقاً عقب ابتلاعه هذا الكم غير الطبيعي
من الطعام. -A. R. Williams
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز