علومٌ من عَلِ

جالَ "كونستا بونكا" خلال عام كامل أنحاءَ أوروبا، حيث صوَّر محطات بحوث "نظام الرصد المتكامل للكربون"، والتي تقيس الغازات المسببة للاحتباس الحراري. عادة ما توجد هذه المحطات في مناطق نائية من القارة الأوروبية، ولكن ليس منها ما يضاهي محطة "يونغفراو" في سويسرا من حيث الارتفاع.. أو جذب السياح.

الوصول
صعود أعلى الجبل
تبدو محطة بحوث "يونغفراو" وعِرةً ومعزولة -بل هي بالفعل كذلك-، ولكن يوجد أسفل صخورها التي عرّتها الرياح قصرٌ من الجليد ومتجر للشوكولا وأعلى محطةٍ للقطارات في أوروبا. للوصول إلى هناك، ركب بونكا، كأي مسافر، قطارَ الدواليب المُسَنَّنة من مَعبر "كْلين شيدغ" الذي يمر عبر نفق تحت الجبال. نزل بونكا من على متن القطار ثم ولج مصعدا فائق السرعة، أخذه في لمح البصر إلى محطة الأبحاث أعلى قمة الجبل، حيث سُمح له -على خلاف السياح- بقضاء أربع ليال مع العلماء فيها.

قائمة المستلزمات
حزم أغراض السفر
ارتدى بونكا ملابس متعددة الطبقات من الريش والصوف لتُعينه على طقس بداية فصل الربيع في جبال الألب.
أحذية للثلج العميق.
كاميرا مجهزة بثلاث عدسات.
سراويل مقاومة للثلج (دافئة بما يكفي ليستلقي على الأرض عند تصويره للحياة البرية).
طائرة درون مزودة بثلاث بطاريات إضافية (فالبطاريات تنضب بسرعة في هذه الظروف القاسية).
قفازات شتوية تستوعب بطانة لتدفئة اليدين (كان بونكا يوجِّه الدرون عاري اليدين، لذا احتاج إلى تدفئتهما بسرعة).

الانطلاق
"صباحٌ غاية في الروعة"
قُبيلَ هبوب عاصفة ربيعية، بعد صباحَين من "الشروق المُخَيِّب"، صعد بونكا إلى السطح الأعلى حاملًا طائرة "الدرون". يقول مستذكرًا تلك اللحظة: "أردت أن ألقي الضوء على المحطة، لمشاهدة الجبل مغمورًا بأنوار الشروق". أَرسل بونكا الطائرة في السماء من أعلى القمة. وعندما وصلت الطائرة إلى نقطة تتيح لقطةً أفضل، مدَّ ذراعيه عاليًا في الهواء. يقول: "لا أصور نفسي كثيرا، ولكني أردت أن أُظهِر حجمي". كان البرد شديدًا جدا إلى درجة أنه ما إن التقط الصورة حتى أسرع إلى الداخل، حيث صار يوجّه الدرون من غرفته المريحة نسبيا في المحطة.