لقّبها أبناء حضارة "الإنكا" العظيمة بـ"طعام الآلهة"، وتستخدمها وكالة "ناسا" غذاءً متوازناً لروادها في رحلاتهم الفضائية، ويعُدها الأطباء منجماً للبروتينات ومضادات الأكسدة والمعادن؛ إنها "الكينوا"، النبتة التي يقود المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) -ومقره في دولة الإمارات العربية المتحدة- جهوداً حثيثة منذ 10 سنوات لتعميم زراعة محصولها في الأراضي الهامشية.
ويقول الدكتور ناندوري راو -العالم المتخصص في أبحاث المورثات النباتية في "إكبا" ورئيس الفريق البحثي: "نحن الآن في منتصف الطريق. لقد قطعنا شوطاً مهماً في بناء قاعدة بيانات خاصة بهذا النوع من الحبوب، واستطعنا انتخاب أربعة أنماط وراثية ذات قيمة غذائية مرتفعة، تتميز بمقاومتها لملوحة مياه الري وملوحة التربة. وأنا على ثقة أننا سنتمكن خلال سنوات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، من انتخاب نمط للكينوا تجتمع فيه الميزات الأساسية للنمو في منطقتنا الجافة؛ ومن ضمنها الإنتاجية العالية والتوفير في استهلاك المياه والقدرة على تحمل الإنهاك الحراري". ويستند راو في توقعاته المتفائلة إلى النتائج الحقلية الواعدة التي تحققت في خمس محطات بحثية في دولة الإمارات. إذ أثبتت أنماط الكينوا الوراثية الأربعة
مرونة نمو عالية في الأراضي الرملية شديدة الملوحة، لا بل حققت معدلات إنتاجية ناهزت 11 طناً للهكتار الواحد في "غياثي" الواقعة بالمنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، وهو رقم يفوق المتوسطات العالمية التي تقارب نحو طنين اثنين للمساحة نفسها.
ويأمل راو أن يُحدث انتخاب النمط المناسب "ثورة خضراء" في المنطقة الممتدة من شمال إفريقيا إلى أواسط آسيا؛ "إذ سيتمكن مزارعو هذه المنطقة من إعادة إدخال ملايين الهكتارات من الأراضي المهجورة إلى نسق الإنتاج، كما سنكسر احتكار الحبوب الأساسية الدارجة كالقمح والأرز والذرة.. ونُنوّع مصادر الغذاء". -محمد طاهر
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز