رغم الازدهار الذي تشهده المزارع التجارية الضخمة في دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن الفضاء المحيط بحقولها مغلف بصمت الطبيعة، بعد أن هجرتها الطيور التي لطالما كانت تصدح بشدوها. فمنذ عام 1980، تقلصت أعداد الطيور المترددة على هذه المزارع بنسبة 55 بالمئة. وشهدت فرنسا خلال الأعوام الـ 17 الأخيرة انخفاضاً بنسبة الثلث في أعداد طيور الحقول، وهو"مستوى يكاد يمثل كارثة بيئية" على حد وصف دراسة استقصائية حديثة.
وتعد الزراعة المكثفة من بين عوامل هذه الخسارة البيئية. فقد تحولت موائل الطيور الطبيعية -حيث كانت تَرْبى وتعشش وتسكن شتاءً- إلى حقول للمحاصيل الموسمية، بينما قضت المبيدات على الكائنات التي كانت تتغذى عليها الطيور. وفي غضون الأعوام الـ 27 الماضية، فقدت ألمانيا ما نسبته 75 بالمئة من الكتلة الوزنية لحشراتها الطائرة. كما تناقصت في المزارع أعداد الطيور التي كيّفت حياتها مع حياة البشر، بما يشير إلى أن قدرة الأراضي على إعاشة جميع أنواع الطيور أضحت قاصرة إلى حد بعيد.
وبغية الحد من حجم خسارة طيور المزارع، يوصي الباحثون بأن تتم إعادة صياغة الأساليب الزراعية حتى تتلاءم مع الطبيعة إلى أقصى درجة؛ أي أن تكون أقل اعتماداً على المواد الكيميائية، وأكثر تنوعاً نباتياً، لتعود أرضاً مضيافة لسائر الكائنات الحية المحلية.
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز