رغم كل ما كان -بل وما سيكون- من دراسات وأبحاث تَمكن الإنسان من تحقيقها بما توافر له من تقنيات متقدمة، ورغم تتابع إنجازاته في هذا العصر بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، ورغم نجاعة ما تحقق على أرض الواقع من اكتشافات وعلاجات للإنسان.. رغم كل ذلك، سيبقى هناك...
رغم كل ما كان -بل وما سيكون- من دراسات وأبحاث تَمكن الإنسان من تحقيقها بما توافر له من تقنيات متقدمة، ورغم تتابع إنجازاته في هذا العصر بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، ورغم نجاعة ما تحقق على أرض الواقع من اكتشافات وعلاجات للإنسان.. رغم كل ذلك، سيبقى هناك الكثير والكثير جدا من الأسرار التي تكمن في جسد هذا الكائن وروحه.. ليبقى الإنسان هو المعجزة الأعظم ومكمن الإبداع والإعجاز. في هذا العدد، نقدم تحقيق "الإيمان صيدلية الأبدان" موضوعاً رئيساً في "مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية" يتناول العلاقة بين الاعتقاد والجسد بطريقة علمية بحتة تخضع للاختبار والتحليل، وتكشف عن خبايا طالما حيرت العلماء وألجمتهم عن تفسير ظواهر استحالت على الإدراك من منظور علمي.يُعد "الإيمان" أقدم ممارسات الإنسان في علاقته مع الغيبيات، وهو أحد تلك المواضيع التي كانت وستبقى محل استخفاف بل وتحقير من جانب الكثير من أهل العلم، ورغم ذلك لم يتمكنوا من تفسير نتائجه وما هو ثابت بالمادة أمامهم. وفي هذا التحقيق ينجلي جزء صغير من هذا العالم الخفي حول الإنسان وقناعاته. لا يطرح لنا الموضوع الرئيس في هذا العدد جديدا حول الإيمان والقناعة؛ إنما يقدم تفسيرا علميا لقدراتـه على تحريـك ما لم نعرف في أجسادنا. الإيمان.. ذلك الاعتقاد اليقيني الذي يمتلك قدرة تحريك الكون من مركزنا.. بكل ما في هذه الجملة المجازية من معنى فعلي.
وبنظرة أعم وأشمل وأبعد عن التفسيرات العلمية حول الإيمان ودوره في تحريك أجساد البشر إلى مناطق كانت في ما مضى عصية على الإدراك الحسي، فإن تحقيقنا الرئيس في العدد الأخير من عام 2016 لمجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"، يقدم قيمة عليا وحقيقة سامية؛ تتلخص في أنه مهما كانت طبيعة الإيمان الذي يعتنقه الآخرون وأنواع معبوداتهم التي قد لا نتفق معها، إلا أنه لا يمكننا إلا وأن نكون مُقدرين ومُجِلين للإيمان الذي قبع وتمكن من عقول وقلوب المختلفين عنا، كيفما كانوا. فقوة إيمانهم حقيقة يجب الإيمان بها.. في حد ذاتها.